Site icon IMLebanon

فخُّ الزبالة…

مَنْ يعرف حقاً وفعلاً ماذا يحصل في لبنان وأبعاده وأغراضه؟

أمرٌ يدعو للحيرة، والتساؤل، والاستغراب، والشكّ في أن وراء كل ذلك غير الذي نراه ونسمعه. وربما أهمّ وأخطر وأبعد.

لقد علق لبنان بمسؤوليه وسياسيّيه والناس أجمعين في فخّ “يُدعى” النفايات منذ ما يقارب الأربعة أشهر، فيما الاستحقاق الرئاسي يتّكئ في زاوية الانتظار. أو الإهمال. أو النسيان. وعن سابقِ تصوُّرٍ وتصميم.

نسي الجميع أن هذا البلد يكاد يبتعد عن نفسه، وعن تكوينه، وعن نظامه، وعن صيغته، وعن تركيبته، وحتى الدولة والمؤسّسات بكل أسمائها وأدوارها.

فالزبالة تصدّرت الصالونات، وسيطرت على العقول والاهتمامات في الاجتماعات، والحوارات، والخلوات والوساطات. وباتت المادة الأولى في الصحافة والتلفزيونات، وحتى في أحاديث الناس العاديين على حدّ سواء.

أمرٌ لا يُصدَّق: فالكلام على الزبالة والمطامر والأمكنة لا يترك مجالاً لأيّ مادة أخرى، ولا لأي موضوع كبير ومصيري، كالاستحقاق الرئاسي مثلاً.

زبالة من الصباح إلى المساء، وحتى يغمض الناس أجفانهم. فما هي قضية الزبالة، وماذا يكمن خلفها؟ كما لو أنها ما وُجدت وكانت إلا لتلهي الكبار والصغار والمقمّطين في السرار عن كلّ ما عداها… وخصوصاً بالنسبة إلى الموضوع المصيري، أي الفراغ الرئاسي، والفراغ الشامل في البلد.

ومن خلال مطامر الزبالة، والعرقلات المفتعلة والمدبّرة لكل الحلول التي تبخّرت، تظهر علامات استفهام وتعجّب واستغراب حول الكثير من العناوين والمطالب التي تُطرح. ساعة الانتخابات النيابيّة قبل كل شيء. وساعة قانون الانتخاب الجديد قبل كل ما عداه. وساعة المطامر تتولاّها البلديات، أو كل منطقة أو محافظة لها مطمرها…

حكاية إبريق الزيت أسهل بكثير من حكاية الزبالة اللبنانية، وانهماك الحكومة المعطّلة ومجلس النواب المعطّل والوزراء المعطّلين والنواب المعطّلين في البحث عن حلول وهمية لهذه الحكاية الغريبة العجيبة التي تدعى الزبالة.

فهل هي حصان طروادة لبنان في هذا العصر، أم تُراها مكلَّفة مهمة شريرة تكمل الفصول والأسباب غير المعروفة التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية طوال هذه الأشهر، وربما السنوات؟

مَنْ يملك تفسيراً، أو توضيحاً، أو شرحاً مفيداً للغز الزبالة، ودورها في تخريب ما تبقى من الظاهرة اللبنانية، أو قرطاجة اللبنانية؟ حدا يتكرّم ويخبرنا شو القصة الغريبة العجيبة.

نعود إلى الباشا سعد زغلول: ما فيش فايدة، غطّيني يا صفيّة…