Site icon IMLebanon

محاسبة «الفاسدين» اقسى من الاقصاء

ما زالت تردّدات الحوار المتلفز للنائب وليد جنبلاط الأخير تتوالى فصولاً، لا سيما وأنه غاص للمرة الأولى في الأمور الداخلية التي تخص الحزب التقدمي على خلفية ما أفرزته الإنتخابات البلدية الأخيرة من نتائج غير مرضية للحزب تحصل للمرة الأولى في منطقة الغرب في عاليه، ناهيك بالحملات التي سبقت الإنتخابات وخلالها وبعدها والتي تعرضت للنائب غازي العريضي على خلفية زفاف نجله والإسراف في البذخ ما أدى إلى تفاعلات على مواقع التواصل الإجتماعي من قبل محازبين وقدامى المحاربين والحزبيين الأمر الذي سبّب إرباكاً لجنبلاط، فكان أن طلب حواراً متلفزاً يوجه من خلاله رسائل للمقربين قبل الأبعدين، وذلك وفق أوساط سياسية متابعة .

وعلى وقع المتغيرات التي يتحضر لها البيت الجنبلاطي في سياق توريث نجله تيمور، إذ كان من المتوقع أن يستقيل جنبلاط من النيابة ليخوض نجله هذا الإستحقاق في انتخابات فرعية قريبة، حيث كان ذلك مرتقباً مع انتخابات جزين، إلا أن ما يجري داخل الحزب من موجات اعتراضية وحملات يومية من قبل العنصر الشبابي تحديداً وتنديد واسع بالفساد الذي بدأ ينخر جسم الحزب، كشفت الاوساط ان هذه الأمور دفعت برئيس اللقاء الديموقراطي الى التروي في الإقدام على أي خطوة، إن في استقالته من النيابة أو من رئاسة الحزب، وذلك لتسليم نجله الحزب في حلة جديدة على كل المستويات، خصوصاً لجهة الإنتهاء من ظاهرة «البرجزة» في حزب كمال جنبلاط، وهذا شعار رفعته قيادات شابة على مستوى منظمة الشباب التقدمي والجامعات والمناضلين في الحزب، حيث كان يطلق عليهم شعار أن هؤلاء ليس على صدورهم قميص وهم من سيكون لهم الدور في التغيير على جميع الصعد.

أما لماذا اختار جنبلاط هذا التوقيت فتقول الأوساط:  لعل نتائج الإنتخابات البلدية ،كان لها التأثير الأبرز الذي دفع بجنبلاط الى التحرك كي لا تتوسع هذه الضربات في الإستحقاقات المقبلة وتحديداً الإنتخابات النيابية المرتقبة بعد خسارة عدد من البلديات في مناطق تعتبر من الحصون الأساسية للحزب التقدمي الإشتراكي، لا بل أن كلامأً كثيراً يقال في كواليس الحزب أن فوز النائب طلال إرسلان والقوميين في عدد من البلديات، وهؤلاء كانت تترك لهم مقاعد شاغرة من قبل جنبلاط، فتلك نقلة نوعية تلقفها جنبلاط وقرر المواجهة من خلال خطوات وإجراءات سيتابعها ويواكبها شخصياً بشكل يومي مع كل المعنيين والمحاسبة ستكون قاسية، وإن عدم فصل فلان أو فلان من الحزب مهما علا شأنه، كما تقول أوساط جنبلاط، فذلك يعود لاعتبارات عائلية وخاصة وظروف يفهمها سيد المختارة، وإنما الحساب سيكون أشدّ وطأة من عملية الاقصاء.

وتختم الأوساط المذكورة لافتة إلى أن الجمعية العمومية للحزب التقدمي ستكون استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، لأن جنبلاط الذي شخّص واقع رئاسة الجمهورية وما أصاب حلفاءه وأصدقاءه من الرئيس سعد الحريري إلى سواه، ثم قراءته لواقع الشأنين اللبناني والإقليمي، فإنه وعلى الرغم من المواكبة الحثيثة لهذه العناوين، يرى وباعتقاده الشخصي أن الأولوية لديه ستتجه نحو عملية إصلاح واسعة النطاق ضمن البيت الداخلي للحزب قبل فوات الأوان، وبعدما توالت الصرخات وحملات الإنتقاد والتهديد بالإستقالات، وهذا ما ستظهر معالمه خلال هذه الجمعية العامة للحزب، وحيث علم أن رئيس «اللقاء الديموقراطي» سيترك للمحازبين أن يقولوا كلمتهم ونظرتهم لمستقبل الحزب بكثير من الجرأة ولا يريد تغطية أحد مهما بلغت المداخلات من قساوة في توصيف المشهد الحزبي والإشارة إلى البعض وممارساتهم، بمعنى أن جنبلاط أخذ على عاتقه تجديد الحزب التقدمي درءاً للأخطار المحدقة بالبيت الجنبلاطي.