IMLebanon

خطة ثلاثية إستكشافية لسوريا

الحديث عن خطة سرية لحل الأزمة السورية يتم تداولها الآن في إطار الديبلوماسية السرية الناشطة بين موسكو وواشنطن لم يكن مفاجئاً، وخصوصاً بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها جون كيري لروسيا، حيث تردد أنه إجتمع مدة أربع ساعات مع سيرغي لافروف ثم مدة مماثلة مع فلاديمير بوتين.

ليس واضحاً ما اذا كانت الخطة قد عرضت على المتفاوضين في جنيف وعلى الدول المعنية بالأزمة، لكنها في ما تسرّب عن مراحلها الثلاث، تبدو مجرد محاولة لتجاوز عقدة الخلاف المستحكمة بالحل، والتي تتمثل بآلية وروزنامة خروج بشار الأسد من السلطة، فهل يخرج مع بداية المرحلة الإنتقالية كما تصرّ المعارضة وكما أعلنت اميركا تكراراً، أم يخرج في نهاية هذه المرحلة كما تريد روسيا ضمناً؟

الخطة تدعو في بندها الأول الى أجراء إنتخابات في رعاية دولية وبمشاركة كل الأطياف السورية لإختيار برلمان جديد، وهنا ليس واضحاً كيف يمكن أجراء هذه الإنتخابات في ظل بقاء أجزاء من سوريا تحت سيطرة داعش والإرهابيين، ومع وجود اكثر من أربعة ملايين لاجىء سوري في الخارج وضعفي هذا العدد في الداخل!

يدعو البند الثاني الى وضع دستور جديد للبلاد يعكس التوازنات والمطالب، وهنا أيضاً ليس واضحاً كيف يمكن الإتفاق على هذا الدستور في ظل الدعوة الروسية الصريحة الى إعتماد الفيديرالية وهو ما رفضته المعارضة في حين تمسك به الأكراد في شمال سوريا الذين يجدون تفهماً واضحاً لمطالبهم من الأميركيين والروس .

ويدعو البند الثالث الى وضع آلية وروزنامة لإجراء إنتخابات رئآسية وهنا ايضاً ليس واضحاً كيف يمكن إشراك اكثر من ١٢ مليون لاجىء سوري في الخارج والداخل في هذه الإنتخابات، ولا كيف يمكن ان يقبل الأسد بإشراكهم وهو يعلم تماماً أنهم يطالبون بعزله ومحاكمته مع بطانته، وقد ظهر هذا جلياً وواضحاً عبر التظاهرات الأخيرة التي خرجت فور وقف النار تطالب بسقوط النظام.

كل ما تردد عن إقتراب واشنطن من نظرة موسكو التي تدعو الى بقاء الأسد مرحلياً لا معنى له على الإطلاق، أولاً بدليل النفي الأميركي المتكرر بلسان مايكل راتني الذي قال ان الإنتقال السياسي ليس غامضاً وإنما هو إنتقال يستبعد الاسد، وثانياً بعد زيارة جون برينان لموسكو والتي قيل إنها شددت على رحيل الأسد وفق روزنامة تحددها الخطة الثلاثية، وثالثاً في ظل تصريح سيرغي ريابكوف الذي قال إن المحادثات مع كيري سجلت خطوات ملحوظة الى الأمام لكنها لم تأتِ بتغيير مبدئي أو بقرارات إنفراجية حول ملفي سوريا وأوكرانيا.

هذا يعني ان الخطة الثلاثية لا تزال مدار بحث لكن المهم أنها مجرد مقايضة روسية – أميركية تمتد من سوريا الى أوكرانيا !