نام أقطاب الحركة السياسية، على أمل ان يستيقظوا، ويبادروا الى جمع نتائج جلسات ثلاثية الحوار، فاذا بهم يفاجأون بأنها طلعت ثنائية لا ثلاثية.
طبعاً، كان بعض النواب، يعتقدون ان ثلاثية نجيب محفوظ جعلته يذهب الى عمادة نوبل، وان ثنائية رئيس البرلمان ستقتصر على التمنيات، ولو تلاها النائب حبيب فيّاض، لن تكون أكثر من أحلام صيفية لا تجعل حزب الله يخوض مجدداً معركة التواصل بين الحزب وتيار المستقبل، فرصة لترميم الطريق الى رئاسة الجمهورية، في ساحة النجمة أقرب من عشاء عين التينة.
أمام النواب ٤٨ ساعة مقبلة، بغية انضاج تسوية رئاسية، لكن الآمال قصيرة، والبرهان واضح: لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور.
وهذا يعني ان لا رئيس جديدا للجمهورية قبل نهاية العام الحالي أو بعده.
والمختصر المفيد ينبئ بأن في الأفق رئيسا للبلاد، عندما تقتضي الحاجة، وان الرئيس المنافس، ليس في وارد الانسحاب حتى الآن من المعركة، ولو بقي معه نائب واحد.
صحيح، ان الرئيس العماد عون صامت ومشغول في تقويم نتائج الانتخابات في التيار، إلاّ أن رئاسة الجمهورية، صارت من آخر همومه، بانتظار الحسم عند أصحاب الحسم، للمعركة الرئاسية.
ومفتاح بعبدا تركه على أبواب القصر، بانتظار نضوج المعركة الحقيقية.
طبعاً، العيون مركّزة الآن على الأستاذ.
إلاّ أن رئيس البرلمان، جمع الأقطاب ووضعهم أمام الفرصة الأخيرة للانقاذ.
والرئيس بري يقيس حسابات الربح والخسارة، لكن يعتبر نفسه الرابح الأول اذا أقرّت السلطة الكاملة التي تبدأ بحل قضية رئاسة الجمهورية، وتنتهي ب معجزة القانون الجديد للانتخابات النيابية.
للرئيس النبيه ٣ شروط:
أولاً: عدم التخلي عن حلفائه ولا سيما الثنائي الشيعي.
ثانياً: الاصرار على استمرار الحوار في عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله.
ثالثاً: استمرار التواصل في الحوار مع الأحزاب المسيحية وفي مقدمتها الحوار مع حزب الكتائب اللبنانية، ومع التيار الوطني الحر. والمسيحيين المستقلين وأبرزهم الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون.
طبعاً، تبقى رابع المستحيلات وهي استمرار الحوار بين المتناقضات.
لا رئيس البرلمان وحده، يضمن الاتفاق، ولا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يستمر في الحل، وبيده ترشيح النائب سليمان فرنجيه، ولا حزب الله يجاهر بالتخلي عن دعمه للعماد عون، أو يتنصّل من ثنائية التحالف مع حركة أمل.
والقصة تبدو معقّدة، لا أفق للحل أمامها.
وحده الصبر مفتاح الفرج، والأمل في زمان الضياع السياسي!!