Site icon IMLebanon

ثلاثية آب لن تُصلِح  ما أفسدته الشهور الباقية

لماذا ينجح في آب ما لم ينجح في سائر شهور السنة؟

وماذا لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد، ليُقدِّمه للمتحاورين، ولم يقدِّمه بعد؟

وهل ما زال يملك الطريقة السحرية ليُخرجها ويُدهِش المتفرِّجين عليه؟

وهل ما زالت هذه اللعبة تنطلي على أحد؟

وهل ما زال البعض يعيش وهماً أنَّ بالإمكان إستنساخ الدوحة وعقد دوحة لبنانية؟

ومتى يُقرُّ السياسيون اللبنانيون أنَّهم أعجز عن تعيين ناطور في بلدية فكيف بإعادة إنتاج سلطة من رئيس جمهورية ومجلس نواب وحكومة جديدة؟

***

إنَّه العجز العام على كل المستويات. الرئيس نبيه بري يعتقد أنَّه يملك موهبة إبتكار الأوهام فيُقدّم في كل مناسبة وهماً جديداً، وآخر الأوهام وأحدثها ما سيقدّمه في 2 و3 و4 آب من حوار على مدى ثلاثة أيام متلاحقة.

إذاً، يفصلنا عن المسرحية الجديدة أقل من أربعين يوماً، فما هو السيناريو الذي يمكن أن يقدمه الرئيس بري في مسرحيته الجديدة؟

في ملف إنتخابات رئيس الجمهورية، نصف الجالسين على طاولة الحوار يرفضون أية خطوة قبل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فبالنسبة إليهم إنتخابات الرئاسة أولوية قبل الإنتخابات النيابية.

في المقابل فإنَّ النصف الآخر على طاولة الحوار لا يمانع في إجراء الإنتخابات النيابية أولاً، على أن يعقبها مباشرة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن هذا الخيار يحتاج إلى قانون جديد للإنتخابات قبل أيِّ شيء آخر، والإتفاق بين الأفرقاء اللبنانيين غير متوافر حول أيِّ قانون ستجري الإنتخابات على أساسه.

إذاً، القضايا الأساسية غير متفق عليها، فلماذا معاودة الكرَّة من جديد؟

الرئيس بري يُدرِك تماماً أنَّ تموز سيكون شهر العُطل، لذا لا يريد للطبقة السياسية أن تذهب في عطلتها من دون أمل بأنَّ شيئاً ما سيحصل في آب، لكنَّه في قرارة نفسه يعرف أنَّ الفشل في الشهور الأحد عشر سينطبق أيضاً على الشهر الثاني عشر، أي شهر آب، فلماذا المكابرة؟

***

ثم، قبل التفتيش عن دوحة لبنانية لا بدَّ من العودة قليلاً إلى الوراء، للنظر في سبب فشل أو تفشيل إتفاق الدوحة الأول:

في إتفاق الدوحة تم التوافق على عدم الإستقالة من الحكومة، تمّ خرق الإتفاق من خلال الإستقالة الشهيرة التي أطاحت حكومة الرئيس سعد الحريري. حدث هذا الأمر على رغم أنَّ إتفاق الدوحة حظي بضمانات خليجية وإقليمية وحتى دولية.

اليوم، الدوحة اللبنانية لا أحد يضمنها:

لا عربياً ولا إقليمياً ولا دولياً، فما هذه المغامرة الجديّة التي يُدخل الرئيس بري البلد فيها؟

إذا تمَّ التعاطي معها على أنَّها للإلهاء، فلا مشكلة في ذلك، أمّا إذا كان الموضوع يتعلَّق بالمراهنة على أنَّ ثلاثية آب ستأتي بالحلول، فهذا إلتباس كبير وسوء فهم أكبر، يُفترَض بالمعنيين فيه أن يشرحوه للرأي العام قبل فوات الأوان.