من قاهرة المعزّ، الى عمان الحسين، عاد الوفد اللبناني الرسمي الى بيروت الأصالة.
والوفد قام بزيارته العربية الثالثة، ليستأنف رحلاته، قبل الذهاب الى الانتخابات الموعود بحدوثها في الربيع المقبل.
وجدت الحكومة الجديدة بانتظارها، شبه تكاملية لبنانية. أمام العصر الجديد لرئاسة سعد الحريري.
وأهمية هذه التكاملية، ان سعدا قال أمام اللبنانيين، كيف اختار قراره التاريخي بدعم الرئيس الأول للجمهورية.
وروى لهم قصة الشراكة في الحكم، وهو دخل وقائد القوات اللبنانية، يدا بيد، الى جمهور متعطّش الى الحداقة السياسية التي تلتف حول الرئيس الأول للبلاد العماد ميشال عون.
وهذه هي قصة لبنان.
الكبار يتخاصمون ويتّفقون.
والمواطنون يصفّقون، عندما يتحوّل الاختلاف الى وحدة في الانصهار.
والتباينات في السياسة نعمة لا نكسة.
خصوصا، ساعة يصبح القادة الكبار أمام ثلاثية الانتصار بالاتفاق لا بالفراق.
وهذا ما جسّده رفيق الحريري في ذكرى مرور اثني عشر عاما على استشهاده…
في البلاد الآن عشرات الخلافات، لكن فيها ارادة واحدة هي الاتفاق.
وليس عيبا ذلك، لأن العيبَ الوحيد هو الفراق!!
كانت ثلاثية الموازنة حدثا بارزا على صعيد السلطة.
والعادة السائدة جرت على أساس دفن المشاريع والمقررات في نطاق الاهمال.
إلاّ أن تخصيص ثلاث جلسات للدرس والمعاينة، تمهيدا للاقرار بادرة جديدة، لعمل جديد في السلطات السابقة والحاضرة.
وثلاثية الموازنة تشمل أيضا، قضايا شائكة سبقت جلسة مجلس الوزراء، وفي مقدمتها الهجوم على مبنى مؤسسة تلفزيونية عريقة.
والاعتداء على الحرية، شبيه باعتداء المؤسسة على القيم الاعلامية.
وليس ذلك وقوفا الى جانب ضد آخر، بل تنديد بالخطأ من كل المصادر والهيئات.
وما قام به وزير الاعلام ملحم رياشي لحماية الفريقين من الأخطاء، وابعادهما عن هنات وسيّئات، ينبغي أن يكون درسا عميقا للحفاظ على الحريات الاعلامية، ونشدان المصلحة اللبنانية العامة والخاصة.
وثلاثية الحكومة مثل ثلاثية نجيب محفوظ، الكاتب والقصّاص العربي الشهير، تستحق الاشادة والتنويه، كونها قادت جائزة نوبل الى صدر الكاتب العربي الرائع.