Site icon IMLebanon

طرابلس تُسقط إختراقات “حزب الله”: كشْفُ ضابط سوري وإزالة صورة نصرالله

 

لطالما أعلن النائب أشرف ريفي أنّ مجموعات «حزب الله» في طرابلس بمختلف مسمياتها وعناوينها ستسقط في 48 ساعة إذا حاولت التحرّك عسكرياً، وهو دأَبَ على تأكيد هذه الرسالة في كلّ محطّة تبرز فيها إشاراتٌ مقلقة داخل المدينة من هذه المجموعات المتهمة بانتظار الفرص لإشعال الفتنة من جهة، ولإثبات وجودها وفائدتها لمشغليها من جهة ثانية، بينما يتعاظم الاعتراض عليها ليؤكّد التماسك الشعبي في وجه مساعي الاختراق الإيراني.

 

حاول البعض تفسير مواقف ريفي على أنّها إشارة إلى أنّه ينظّم مجموعات مسلحة للتصدّي لما يسمى «سرايا المقاومة» في طرابلس، لكنّ ريفي يؤكّد أنّ التفسير الصحيح لمواقفه هو أنّ المدينة أصبحت محصنة في وجه الاختراق وأنّها تلفظ الظواهر الشاذّة، فيتحرّك الأهالي تلقائياً لإزالتها، كما أنّها ترفض الفتنة والاقتتال الداخلي مع من أصبحوا أداة في يد «حزب الله»، وهذه معادلة متوازنة مبنية على عدم الاشتباك مع أتباع «الحزب» في طرابلس، طالما أنّهم ملتزمون بوجودهم السلمي ولا يستفزّون مشاعر الأهالي سواء بالأفعال أو الأقوال أو الشعارات.

 

وفق هذه المعادلة، لم تعد تحصل اشتباكات مع «حركة التوحيد» ولا مع مجموعات أخرى مثل مجموعة عبد الناصر النشار وغيرها، لكنّ الاحتكاك يعود عندما تحاول هذه المجموعات الاستفزاز، كما فعلت «حركة التوحيد» عندما أقامت احتفالاً في ذكرى مقتل قاسم سليماني الأمر الذي أشاع التوتّر ودفع الحركة إلى نزع صورته قبل وصول الأهالي إليها. وترى مصادر في الأوساط الشعبية الطرابلسية أنّ رفع صورة الأمين العام لـ»حزب الله» في طرابلس لا يقع في إطار النشاط السياسي العادي، بل تراه إشعالاً للفتنة نظراً للحساسية الشديدة التي بات «الحزب» يمثّلها في الوجدان الطرابلسي خصوصاً والسنّي والوطني عموماً، وهذا ما يدركه النائبان فيصل كرامي وطه ناجي الملتزمان بعدم الاستفزاز والامتناع عن رفع رايات «حزب الله» لأنّهما يدركان حساسية هذه المسألة، ولذلك فإنّهما يرسمان خطوطاً فاصلة بينهما وبين الحزب.

 

وشهد يوم الجمعة 17 آذار 2023 قيام بعض عناصر «سرايا المقاومة» برفع صورة الأمين العام لـ»حزب الله» فوق أحد المنازل في محلة «السرايا العتيقة»، ولم تكد الصورة تستقرّ مكانها حتى وصلت الرسالة إلى من رفعوها، فأزالها مَن علّقها فوراً. وتساءل مدنيون وعلماء في طرابلس: لماذا يريد «حزب الله» زرع صورة لأمينه العام في طرابلس، وهو العالِم بأنّه مرفوض من أكثرية أبناء المدينة، معتبرين أنّ الغاية محاولة تحويل الحدث إلى مناسبة لإثبات الوجود.

 

يشير مقرّبون من النائب ريفي إلى أنّ إزالة الصورة لم تستغرق 48 دقيقة، وهي رسالة واضحة للجميع بأنّ الكفّة الراجحة فيها دائماً هي للسياديين الذين يتحرّكون في الوقت المناسب لوضع حدّ لمثل هذه الممارسات.

 

بالتوازي مع هذا السياق، انكشفت يوم السبت الماضي شبكةٌ أمنيّة للنظام السوري في طرابلس بعد فضح وجود الضابط في المخابرات السورية طلال الدقاق، الذي كشفته متابعة ناشطين عرفوه من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وفيها كان يتفاخر بتعذيب المعارضين. وتصدّى للدقاق مجموعة من الشبان وسلموه إلى مخابرات الجيش اللبناني، وكشفت حسابات لهؤلاء الناشطين أنّ الدقاق كان يعمل ضمن شبكة أمنيّة تتحرّك بين جبل محسن وباب التبانة، بهدف تنفيذ أعمال مشبوهة يمكن نسبتها إلى تنظيمات «سنيّة» متطرِّفة. وفي ذلك إشارة إضافية إلى تمسّك أهل طرابلس بالدولة وأجهزتها الشرعية.

 

وأتى كشـْف الضابط ليؤكِّد وجود يقظة شعبية استثنائية في طرابلس تجاه الاختراقات التي تتعرّض لها المدينة من محور الممانعة سواء كان إيرانياً أو سورياً، ومهما كانت درجة الضعف التي تعانيها الفيحاء، فإنّ حصانتها ومناعتها وقدرتها على لفظ الأجسام الجرثومية تؤكّد أنّها ستبقى عصيّة على الاختراق.

 

من المفارقات ذات الدلالة أن تصبح صورة نصرالله رمزاً للتوتّر والرفض وأن تكون إزالتها مصدر تهدئة واستقرار، وهذا مؤشِّر على انحدار الحضور وتراجع الهيبة التي طالما استند إليها «حزب الله» في تقديم صورته للداخل والخارج على حدٍ سواء.