IMLebanon

الأمن مضبوط و «تحت السيطرة» في طرابلس

 

زيارة قائد الجيش رسائل للعابثين بعلاقة الشعب والجيش

 

سيناريوهات كثيرة أعطيت لأحداث طرابلس، تراوحت بين من رأى فيها صرخة وجع تعبر عن الضائقة الاقتصادية والوضع المأساوي لفقراء المدينة والأحياء الشعبية، ومن قرأ مؤشرات خطيرة من خلال عملية المطاردة واطلاق الناس على قوة أمنية للجيش.

 

بالنسبة الى سياسيين على تماس مع انتفاضة طرابلس الأخيرة، فان ما حصل يوم الأربعاء هو في الوقت نفسه «مؤسف ومفجع»، وأخطر ما فيه ان المواجهة حصلت مع القوى الأمنية، بدل ان تستهدف منازل الزعماء والسياسيين والمسؤولين جرى ملاحقة عسكريين أحوالهم لا تختلف عن حال الطرابلسين وأبناء عين التبانة وجبل محسن..

 

الانتفاضة الطرابلسية طرحت تساؤلات حول التوقيت مع ارتفاع موجة الغلاء وأزمة البنزين، وبالتقاطع مع كل المؤشرات التي اجمعت على ان طرابلس ستكون شرارة الانفجار الاجتماعي على مستوى كل لبنان.

 

تختلط التقديرات السياسية لتوضيح ما جرى يوم الأربعاء الماضي، الصورة الأوضح والأقرب الى التصديق، ان المواجهة مزيج من «كل شيء» تتجمع فيها عدة عوامل بين الاحتقان الشعبي من جهة، وقيام مجموعات بتسعير الغضب واستغلاله في مشهد حصل في أحداث سابقة عندما أحرقت المحكمة الشرعية والسراي.

 

مشهد الرصاص المتطاير ليل الأربعاء، طرح تساؤلات أيضا عمن يمول عملية تسليح الناس، ولماذا يصرف المال على الرصاص بدل اطعام الناس وتأمين فرص العمل للشباب؟ فوجود السلاح عزز المخاوف من مخطط وسيناريو خطير ينطلق من مدينة الفقراء الى مناطق أخرى.

 

بما تيسر جمعه من معلومات خلال التحقيقات، تضع مصادر أمنية ما جرى في اطار ردة فعل شعبية، مستندة الى وصف وزير الداخلية محمد فهمي وتعبير «فشة الخلق» ليس أبعد من ذلك بكثير او كما يتم تسريبه عن سيناريوهات جهنمية تحت مسمى «داعش» والارهاب ، هذه النظرية تستند الى التحقيقات مع موقوفين أظهرت انهم لا ينتمون الى مجموعات وتنظيمات مسلحة.

 

وتؤكد المصادر ان أحداث ليل الأربعاء تم ضبطها والتعامل معها، وحسب المصادر، ان الأمن مضبوط في طرابلس و «تحت السيطرة»، وقام الجيش بتأمين المازوت للمولدات، الا ان الأمر بحاجة الى متابعة وتضافر التضامن بين الجيش والشعب لعدم تسلل الفتنة.

 

في هذا الاطار، اتجهت الأنظار الى زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى طرابلس التي قطعت الطريق على محاولات احداث شرخ بين الجيش وطرابلس، الزيارة كما تقول مصادر حملت رسائل:

 

– أولا لدعم الجيش والوقوف الى جانب العسكريين ورفع معنوياتهم.

 

– والرسالة الأهم لأبناء طرابلس بأن الجيش منهم ولهم، وان معاناة الجيش من معاناة الناس جراء الأزمة، حيث قام بتوفير المازوت من مخزونه من المحروقات، اضافة الى أدوار سابقة له بمساعدة العائلات الطرابلسية من ضمن برامج مشتركة مع المنظمات الدولية.

 

الزيارة أشاعت أجواء ارتياح، كما تقول المصادر، الا ان الرسالة الأبرز تضمنت تحذيرا من اللعب بالأمن ووقوف الجيش حاجزا امام الفتنة التي قد تتسلل تحت جناح الفقر والعوز.