Site icon IMLebanon

طرابلس تختنق… واتفاقات لتمرير صهاريج مازوت مقابل أموال

 

 

وصلت طرابلس ومناطق الشمال إلى أصعب المراحل من حياتها؛ إنها مرحلة الإختناق، المولدات توقفت عن العمل بالكامل والوضع العام يمكن أن يطلق عليه صفة “مقطوع”.

 

بنزين مقطوع، مازوت مقطوع، كهرباء وأدوية مقطوعة، بات لبنان بلداً مقطوعاً من شجرة، وطرابلس وعكار ومناطق الشمال تبدو وكأنها هي الأخرى مقطوعة عن لبنان بالكامل. وفي جديد أزمة المازوت هو إعلان أصحاب المولدات الخاصة إطفاءها اعتباراً من يوم أمس، وذلك بشكل كامل ونهائي، بعدما كانت كهرباء المولدات تأتي لساعات محددة وضمن تقنين فرضته الأزمة. أما السبب فيشير أصحاب المولدات الخاصة “إلى عدم قدرتهم على تأمين المازوت من السوق السوداء ولا حتى من المصفاة وبات متعذّراً عليهم الإستمرار في الإنارة والتشغيل، وبالتالي فإن العتمة الشاملة صارت واقعاً”.

 

وفي ظل هذه المعطيات، ستكون عكار وطرابلس والضنية والمنية على موعد مع العتمة الشاملة، ما خلا ساعات تغذية قليلة جداً عبر الدولة هي أقل من أصابع اليد الواحدة، وستتبعها باقي المناطق الشمالية، في الكورة وزغرتا في الإطفاء بعدما تبعتها في التقنين.

 

ممنوع المرور

 

مرور صهاريج المازوت باتجاه عكار عبر طرابلس ثم المنية، تحوّل هدفاً لشبان يقطعون الطرقات أمامها عند أكثر من نقطة، بحجة الثورة من جهة أو بحجة عدم وجود مازوت في هذه المنطقة أو تلك كما كان الأمر في بداية الأزمة، فيسطون على هذه الصهاريج أو يفرغون جزءاً من حمولتها في مناطقهم. ومع تكرار هذه الأعمال، تتخوف الشركات من إرسال صهاريجها إلى عكار، وبعضها عقد مع هؤلاء الأشخاص اتفاقيات يتم بموجبها تمرير بعض الأموال إليهم مقابل السماح للصهاريج بالتجوال.

 

ولأن الأمور اتّسعت وتحوّلت القضية تجارة، لا بد من الإشارة مجدداً إلى أن شركات توزيع المحروقات عادت وتمنّعت عن إرسال صهاريجها إلى عكار بسبب أعمال السطو التي تتعرّض لها وهي في طريقها إلى عكار في أكثر من منطقة، سواء في البداوي أو المنية ودير عمار، الأمر الذي يخلق توترات وتشنجات بين المناطق، وينذر بعواقب سيئة في المرحلة المقبلة. في هذا السياق، ناشد رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع في عكار أحمد المير قائد الجيش العماد جوزاف عون بـ “أن يضع حدّاً لقطاع الطرق ولصوص الطرقات لاننا نقاسي الأمرّين في عكار”.

 

أضاف المير “سيادة القائد كادت الأمور أن تصل إلى ما لا تحمد عقباه… وأخشى ألا تكون بعيدة، ارجو من سيادتكم أخذ هذا النداء وهذه المناشدة بعين الاعتبار”.

 

البعريني يعتذر

 

إلى ذلك، اعتذر النائب وليد البعريني في بيان من أهالي عكار لعدم القدرة على تأمين مادة المازوت. وقال: “حاولنا بداية أن نعالج تقصير الدولة وغيابها عبر تأميننا مادة المازوت، لكن برزت عوائق أساسية لم تكن في الحسبان، وابرزها قطع الطرقات على الصهاريج، ما يحول دون اتمام المهمة”.

 

وتابع: “كنا نتمنى أن يكون اهل عكار الى جانب بعضهم البعض في هذه الظروف كما كانوا دوماً، وأن يتحلى من يقطعون الطرقات بالحكمة فيدركون أنهم بذلك يمنعون المازوت عن أهلهم ومناطقهم، لتعالج الامور بما ييسّر حاجات الناس لا بما يعقدّها ويصعّبها”.

 

أكثر من اجتماع عقدته فاعليات المنطقة السياسية والدينية لا سيما في دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار بخصوص موضوع المازوت تم في ختامها تشكيل لجان، واللجان مقبرة المشاريع. واستمرّ مسلسل قطع الطرقات في الشمال لا سيما عند نقطة الأكومي – البداوي الحيوية، والتي تقطع شريان الحياة عن عكار والمنية بالكامل، فيما تعاني المنطقة من الحرائق ومن انقطاع المازوت والأدوية وغيرها، ووصف أهالي عكار ما يحصل بمثابة امعان في خنق المنطقة وأهلها في وقت تقف الدولة عاجزة أو أنها تتفرّج على الأمر ولا يعنيها ما يجري.