Site icon IMLebanon

آباء قتلة وزعران ثورة!

 

 

في الشقّ المتعلّق بـ “آباء قتلة” من الطبيعي أن تُستدعى قيادة الجيش اللبناني لسماع تقريرها عن حادثة المركب الفاجعة وتكليفها التّحقيق في الحادثة أمرٌ طبيعي ولكن ما ليس طبيعيّاً أن لا يتحرّك أحد لمساءلة المتسبّبين الحقيقيّين بهذه الفاجعة وهم آباء وأزواج الضحايا من أطفال ونساء تمّ رميهم في فم الموت بمنتهى الخفّة بدعوى محاولة تأمين “مستقبل أفضل”، ثمّة ما يجب أن يُقال وهو كثير أمام فاجعة غرقى مركب طرابلس وأوّل الذين يتحمّلون مسؤوليّة إنسانيّة وأخلاقيّة تجاه ما حدث هم اللبنانيّون الذين اكتفوْا بالتفجّع على القتلى وسكتوا عن حقّ الضحايا كشيطان أخرس أو عمدوا إلى تحميل الدّولة المسؤوليّة وتحميل القوات البحريّة والجيش اللبناني وزر ما حدث عدا عن الذين مارسوا عمليّة شحن مريبة ضدّ الجيش تطرح عشرات الأسئلة حول هذا الشّحن في هذا التّوقيت بالذّات وهي ليست المرّة الأولى التي يؤتى فيها الجيش من طرابلس تحديداً!

 

نحن أمام جريمة إنسانيّة ارتكبها آباء بحقّ أطفالهم وزوجاتهم والمطلوب محاسبة هؤلاء بوصفهم متسبّبين بهذه الفاجعة حتى لا تتكرّر هذه المآسي، المجازفة بحياة الآخرين والتسبّب بموتهم جريمة يُعاقب عليها القانون والسّكوت عن هذه الجريمة تورّط فيها ولا ينفع أمام هكذا فاجعة التزام الصّمت والاكتفاء بالقول “الله لا يجرّبنا”، سيناريو الموت بهذه الطريقة سيتكرّر ووحدهم المهرّبون مستفيدون من هكذا جرائم يرتكبها رجال فقدوا عقولهم وضمائرهم، عندما نقرأ عن رجل متزوج بامرأتين وإحداهما حامل بتوأم وعنده خمسة أطفال ثمّ يشكو الفقر والعوز ويرمي بكلّ هؤلاء في التّهلكة مدّعياً أنّه يبحث عن حياة أفضل على القضاء أن يستدعيه ويسائله خصوصاً إذا كانت فعلاً تكلفة تهريب الشخص الواحد في هذا المركب 2500 دولار أميركي!! نحن أمام جريمة كاملة تواطأ فيها الآباء والأمهات على أطفال قصّر تحكّموا بمصائرهم وتسبّبوا بموتهم وعرّضوا سلامتهم للخطر الشّديد، ولو كانوا في الدّولة التي يعتزمون الهجرة إليها لكانوا أوّلاً أخذوا منهم أطفالهم لأنّهم غير مؤتمنين على أرواحهم وسلامتهم ولكانوا ثانياً قدّموهم للمحاكمة بجرم التسبّب بمقتل أطفال ونساء ولأمضوا حياتهم في السّجن يدفعون ثمن جرائمهم..الاكتفاء بالتّفجع على الضحايا وغضّ النّظر عن هذه الجريمة بدعوى أن كفى هؤلاء الفاجعة التي نزلت بهم جريمة أكبر ترتكب بحقّ ضحايا هذه الفاجعة، وعدم محاسبة هؤلاء سيتسبّب بقيام آباء آخرين بتكرار الفاجعة وتحميل الدّولة مسؤولية جريمة ارتكبها هؤلاء بحقّ أنفسهم وعائلاتهم!

 

في الشقّ المتعلّق بـ “زعران ثورة” ندعو إلى توقيف المدعو إيلي هيكل ومحاكمته وإنزال العقوبة المناسبة بجرم اعتدائه على وزير الطاقة الدكتور وليد فياض بـ “صفته يحمل رسالة من الشّعب اللبناني وبدعوى الثّورة” عمليّاً لا يوجد في لبنان ثورة ولا من يثورون وهؤلاء فلول الثّورة المدّعاة والتي ماتت عام 2019 بعدما آلت إلى فشل ذريع، عمليّاً المطلوب أكثر من معاقبة المدعو إيلي هيكل لأن هناك مجموعة شاركته جريمته المطلوب توقيفهم معه، هذه الحادثة إن تمّ التّعامل معها بمنطق سقيم سمعناه بالأمس مفاده أن “ندعو مسيو وليد فيّاض إلى مسامحة إيلي هيكل” ستكرّس واقع حريّة الاعتداء على الآخرين بذرائع واهية الأمر الذي سيؤدّي إلى فوضى عارمة لأنّ الذّرائع موجودة بالإمكان فبركتها أيضاً لأنّ أي وزير أو مسؤول أو نائب أو سياسي وسواهم عرضة للاعتداء إذ بات بمقدور كائناً من كان تنصيب نفسه قيّماً على الآخرين قامعاً للحريّات الشخصيّة!!