IMLebanon

طرابلس: هل يصمد غزال أمام «الرياح الحريرية»؟

يسعى رئيس بلدية طرابلس نادر غزال الى شراء المزيد من الوقت، عله يتمكن بذلك من إيجاد غطاء سياسي أو مدني يحميه من تنفيذ «القرار الأزرق» الذي أصدره الرئيس سعد الحريري والقاضي بدفعه الى تقديم استقالته طوعاً.

وعلمت «السفير» أن الحريري، خلال استقباله غزال في الرياض قبل نحو أسبوعين، طلب منه أن يبادر فوراً إلى الاستقالة، واعتمد معه أسلوب الترغيب والترهيب، واضعاً إياه أمام خيارين: فإمّا أن يستقيل ويأتي للعمل الى جانبه في السعودية، وإما أن يواجه تداعيات «قانونية» أو شعبيّة عبر تحركات لأنصار «المستقبل» ضده في المدينة تهدف الى إسقاطه بالقوة.

وتضيف المعلومات أن غزال الذي أربكه طلب الحريري، وعد زعيم «المستقبل» بتقديم استقالته، مطالباً إياه بإيجاد مخرج لائق يحفظ كرامته. ولذلك، كان الاتفاق على أن يعقد غزال مؤتمرا صحافيا يوم الأحد الفائت بحضور نواب «المستقبل» في المدينة، يعلن فيه استقالته ويقدم التبريرات التي يراها مناسبة.

لكن الوعكة الصحية التي تعرض لها غزال وأدخلته الى المستشفى ليل الأحد، حالت دون الإيفاء بوعده، فيما أعطاه البيان الصادر عن «مجموعة أهل طرابلس» التي طالبته بعدم الاستقالة وبرفض الخضوع للإملاءات السياسية، جرعة وازنة من المعنويات. وبادر، أمس، بعد خروجه من المستشفى، الى إصدار بيان شكر فيه كل الذين اطمأنوا الى صحته، مؤكدا أنه يستمد قوته وعزيمته من محبة أبناء المدينة، وأنه سيعود الى ممارسة مسؤولياته «تجاه طرابلس المظلومة وتجاه أبنائها الشرفاء في أقرب وقت».

وفي الوقت الذي أوحى فيه غزال من خلال بيانه أن استقالته لا تزال متأخرة، علمت «السفير» أنه تلقى اتصالات من بعض «القيادات الزرقاء» خلال وجوده في المستشفى، تطالبه فيها بالإسراع بإعلان استقالته ولو من على سرير المرض.

وتقول المعلومات إن غزال يصرّ على ضرورة أن يخرج موفور الكرامة من البلدية، وأنه لم يقبل بكل سيناريوهات الاستقالة التي عرضت عليه حتى الآن. وبالتالي، فإنّه يستمهل ويستمر في منصبه لحين إيجاد المخرج اللائق، ويراهن في الوقت نفسه على حدث ما، أو على خلاف سياسي مستجد، أو أية تطورات يمكن أن تبقيه في منصبه حتى نهاية ولايته في أيار من العام 2016.

وترك الأسلوب الذي اتبعه الرئيس الحريري مع غزال سلسلة تساؤلات في الأوساط الطرابلسية لجهة: لماذا تخلى الحريري في هذا الوقت عن غزال؟ ولماذا لم يدعه يستقيل في مطلع العام بمبادرة شخصية تحفظ كرامته؟ هل الأمر يتعلق بمحاولاته الدائمة لإعادة فرض هيمنته على طرابلس؟ وهل سيبدأ ذلك من البلدية بتسمية رئيس محسوب بالكامل على «المستقبل» لأول مرة في تاريخها؟ أم أن الأمر يتعلق بمشاريع مطروحة للتنفيذ من أموال البلدية، لا يمكن أن تنطلق بوجود غزال، وكلها سيصار الى تلزيمها الى شركات تدور في فلك الحريري؟ ثم ماذا عن أعضاء المجلس البلدي؟ وماذا عن المسؤولية المشتركة عن التعطيل بفعل الخلافات الدائمة وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة المدينة؟ وهل باستقالة غزال تحل أزمة البلدية؟ أم أن طرابلس ستكون أمام صراع نفوذ جديد ضمن المجلس الذي تتنازعه المصالح؟