IMLebanon

هل من حظوظ لـ «الوطني الحرّ» و«القوات» في طرابلس ؟

 

 

اعتادت القوى السنية في طرابلس تشكيل اللوائح الانتخابية عند كل استحقاق انتخابي، مهما بلغ حجمها السياسي، علما ان المدينة تضم ثلاثة مقاعد لطوائف اخرى، واحدا للموارنة، والثاني للروم الارثوذكس، والثالث للطائفة الاسلامية العلوية. لكن لم تجر العادة في اي استحقاق ان قامت اي من هذه الطوائف على تشكيل لائحة مهما بلغت حيثياتها الشعبية.

 

طرأت متغيرات بالجملة قبل انتخابات ١٥ ايار ، بدءا من انسحاب الرئيس سعد الحريري وتياره من الحياة السياسية، مرورا بافتتاح مكاتب لـ «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» وعشرات المرشحين الجدد من المجتمع المدني، وعلى ما يبدو ان المعركة الانتخابية بدأت عندهم منذ فترة، حيث ركزت هذه الجمعيات اهدافها على المناطق والاحياء الشعبية بمتابعة يومية مع العائلات وبتقديم مساعدات غذائية وصحية بالجملة.

 

كذلك انسحاب الوزير محمد الصفدي من الحياة السياسية، وتراجع شعبية النائب السابق مصباح الاحدب، افسح في المجال امام تيارين سياسيين لا ثالث لهما في مواجهة، يبدو انها لن تكون سهلة في ظل ما يواجه من عراقيل باقي المرشحين وانتقادات واسعة.

 

لذلك تكشف اوساط سياسية ان المعركة الانتخابية الحقيقية ستكون بين تيارين، «تيار العزم» و»تيار الكرامة».

 

والمعروف ان دائرة الشمال الثانية تشمل ثمانية مقاعد في طرابلس : خمسة للسنة، ومقعدين واحدا للموارنة، وآخر للروم، والثالث للطائفة العلوية، اضافة الى مقعدين في الضنية، ومقعد في المنية ، حيث من المتوقع حسب القراءة الاولية، ان ينال «تيار العزم» الذي يرأسه الرئيس نجيب ميقاتي اربعة مقاعد، و»تيار الكرامة» الذي يرأسه النائب فيصل كرامي اربعة مقاعد.

 

وكشفت الاوساط السياسية ان السبب الحقيقي لهذه النتائج، او الدافع لها، هو توجه انصار «تيار الحريري» الى التصويت لـ «تيار العزم»، نكاية بـ «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، ولاظهار التمثيل الشعبي الحقيقي لهما.

 

من ناحية اخرى، اشارت مصادر ان اشرف ريفي متحالف مع «القوات» في الانتخابات ، وقد ترك انطباعا غاضبا في المدينة، حيث سيكون هناك تعاطف باتجاه النائب فيصل كرامي، لاظهار هوية المدينة الحقيقي، انها لا يمكن ان تمنح اصوات اهلها لمن كان ولا يزال متهما بقتل الرئيس رشيد كرامي ، والاهم ان شعبية ريفي تراجعت، بحسب المراقبين، بسبب خياراته السياسية، وآخرها تحالفه مع «القوات».

 

اما بالنسبة ل «التيار الوطني الحر»، فان حظوظه في هذه الانتخابات غير متوفرة نسبيا في طرابلس ككل الانتخابات النيابية السابقة، حيث يواجه شبه مقاطعة من الناخبين للائحة التيار وكل من يتحالف معها ، نتيجة معاناة الطرابلسيين بازمة الكهرباء والمنطقة الاقتصادية الحرة.

 

اما المقاعد المسيحية، فان اتجاه ميقاتي الى ترشيح نجل النائب الراحل جان عبيد للمقعد الماروني ، وهذا ما اعتبرته اوساط متابعة انه خيار موفق لميقاتي.

 

اما مقعد الطائفة العلوية، فان خيارات هذه الطائفة تصب في من يقع الاختيار عليه من مرشحين في لوائح الاقوياء. وكشفت مصادر سياسية ان هناك توجها الى انضمام نجل النائب محمد كبارة الى لائحة ميقاتي.

 

كذلك لا يمكن تغاضي الحيثية الشعبية ل «المشاريع الخيرية» (الاحباش)، والتي من المرجح ان تنضم بمرشحها طه ناجي الى لائحة «تيار الكرامة».