Site icon IMLebanon

انتخابات طرابلس: نسب الاقتراع يحدّدها قرار ميقاتي

  

 

تتجّه الأنظار، شمالاً، إلى الاجتماع الموسّع الذي يعقده الرئيس نجيب ميقاتي مع كوادر «تيار العزم»، نهاية هذا الأسبوع، ويتوقّع أن يعلن خلاله موقفه النهائي من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. فيما أوضح مقرّبون من رئيس الحكومة لـ«الأخبار» أنّ «مجرد عقد اجتماع كهذا يعني أن موقفه من الانتخابات سيكون إيجابياً»، وأن ترشّحه «يبدو وارداً جدّاً». ففي ظل تزايد الحديث عن مقاطعة سنّية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات، «تبدو الفرصة سانحة أمام ميقاتي كونه الوحيد القادر، مبدئياً، على انتشال الساحة السنّية من التراجع الذي وصلت إليه»، و«من أجواء المقاطعة التي تخيّم على طرابلس».

 

وهذه المقاطعة أشار إليها النائب السابق محمد الصفدي، في دردشة مع صحافيين قبل يومين، موضحاً أنّه لمس عبر تواصله أخيراً مع شخصيات ومواطنين طرابلسيين ظاهرتين: «الأولى أنّ مقاطعة واسعة ستشهدها الانتخابات في طرابلس بسبب اليأس من الواقع السياسي ومن مسؤوليها ومسؤولي الدولة، والثانية أنّ شخصيات طرابلسية محترمة وكفوءة رفضت نهائياً فكرة الترشّح لانتخابات لن تحمل جديداً». والصفدي نفسه حسم بأنه لن يترشّح أو يرشّح زوجته ولن يدعم مرشحين أو لائحة معينة.

وتدعم أجواء الإحجام عن خوض الانتخابات، ترشحاً واقتراعاً، استطلاعات رأي محلية تفيد بأن نسبة المشاركة التي تجاوزت في الدورة الماضية 43% قد لا تصل إلى 20% في 15 أيار المقبل.

هذه الأجواء يُدركها ميقاتي جيداً، ما يجعل قراره بخوض الانتخابات من عدمه مؤشّراً على ارتفاع نسبة الاقتراع أو انخفاضها في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والضنّية والمنية)، كونه الوحيد من بين مرشحي الصف الأوّل في الطائفة السنّية ممّن لا يزال الرهان عليهم قائماً لخوض غمارها، بعد انسحاب الحريري من المشهد الانتخابي، وعدم قدرة الرئيس فؤاد السنيورة، لأسباب عدّة، على وراثة الحريرية السياسية.

مصادر ميقاتي أكّدت لـ«الأخبار» أنّ «تدنّي نسبة الاقتراع باتت أمراً محسوماً، كما أنّ تراجعاً لافتاً طرأ على شعبية المرشّحين بلا استثناء، وإنْ بنسب متفاوتة، وهو ما تكشفه استطلاعات الرأي الأخيرة»، متوقّعة أن «تتراجع نسبة الاقتراع أكثر إذا عزف ميقاتي عن الترشّح».

وقد حصل ميقاتي في دورة انتخابات 2018 على 21300 صوت تفضيلي أحلّته في المرتبة الأولى بين النوّاب السنّة الفائزين، بمن فيهم الحريري نفسه. إلا أنّ هذه الأصوات لا يمكنه تجييرها لسواه إذا ما قرّر عدم الترشّح، ودعم لائحة مرشحين مقرّبين منه أو إلى حلفاء، لأنّ من ينتخبونه لا يقترعون لسواه، حتى لو سمّاه وتبنّاه أو كان من حلفائه، وهو أمر يعرفه ميقاتي جيداً، ويردّه مقربون منه إلى «افتقاده عصبية سياسية تسير خلفه في أيّ قرار».