حقّق المهندس شوقي فتفت مفاجأة من العيار الثقيل بعد فوزه المدوّي بمنصب نقيب مهندسي طرابلس والشّمال في الانتخابات التي جرت أمس في مقر النقابة في طرابلس، وفوزه بـ 1707 أصوات على منافسه مرسي المصري (1543 صوتاً)، وكسره هيمنة تيّار المستقبل والقوات اللبنانية على منصب النقيب والنقابة في السنوات العشر الأخيرة.
وستكون لهذه النتيجة تداعيات داخل مجلس النقابة وعلى التحالفات السياسية والنقابية فيها، خصوصاً أنّ كثيرين توقّعوا أن تكون الانتخابات نزهة للمصري الذي حظي بدعم تيّار المستقبل، متحالفاً مع القوات اللبنانية وتيّار المردة. غير أن الأيّام الأخيرة التي سبقت الانتخابات، كشفت عن ثلاثة عوامل صبّت في مصلحة فتفت: الأوّل أن التحالف «البارد» بين المستقبل والقوّات بسبب تراكم الخلافات السياسية، والثاني اقتراع قسم كبير من المهندسين الشباب لمصلحة فتفت بعد فشل تحالف المستقبل – القوات في استمالتهم؛ والثالث انقلاب المهندسين الذين اقتربوا من سنّ التقاعد على التحالف السياسي لعدم رضاهم عن تقديمات النقابة لهم، ولا سيما التأمين الصحّي والمعاش التقاعدي وهما ملفان يشكلان أولوية لهم ويُحمّلون التحالف السياسي مسؤولية الفشل في معالجته.
في المقابل، نال فتفت الذي كان مقرباً من المستقبل قبل ابتعاده عنه قبل سنوات لأسباب سياسية وتنظيمية دعماً واضحاً وعلنياً من التيّار الوطني الحر وتيّار العزم والتجمع المهني للإصلاح المحسوب على الإسلاميين وحركة الاستقلال والحزب السوري القومي الاجتماعي والنواب جهاد الصمد وفيصل كرامي وأديب عبد المسيح، كما استفاد من انسحاب مرشحين لمصلحته، أبرزهم المرشح لمنصب النقيب فادي عبيد.
وجرت الانتخابات وسط أجواء تنافسية محمومة لم تشهد مثلها منذ سنوات، وتمثّلت بارتفاع عدد المشاركين في الاقتراع (3441 مهندساً)، رغم أنّ عدد المشاركين تناقص بشكل لافت في السنوات الأخيرة، بسبب سفر أغلبهم بعد تراجع أعمالهم عقب الانهيار المالي.
وأسفرت الانتخابات بعد فرز الصناديق الـ14، إضافة إلى فوز فتفت بمنصب النقيب، عن فوز حليفه في لائحة«النقابة للجميع» باسم خياط (مدعوم من تيار العزم) عن الهيئة العامة، وفازت لائحة «نقابتي» المنافسة بثلاثة مقاعد لكلّ من سليم نشابة (المستقبل) عن الهيئة العامة، ميشال الفغالي (القوات اللبنانية) عن فرع الكهرباء ومحمود الصاج (المستقبل) عن فرع الميكانيك.