IMLebanon

طرابلس: الكلّ يريد الحقيبة السيادية

الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لتأليف حكومته تنتهي اليوم. لكن تمثيل طرابلس في حكومة العهد الأولى كانت الشغل الشاغل للوسط السياسي في المدينة، وسط «طحشة» توزير بارزة.

هناك أولاً تيار المستقبل الذي التقط أنفاسه في طرابلس بعد تكليف رئيسه تأليف الحكومة واستعاد بعض حضوره. يطمح طامعو التوزير في التيار إلى أن تكون لهم «حصة مباشرة في الحكومة، لا أن تُعطى الحقائب الوزارية لأصدقاء وحلفاء للتيار سرعان ما ينقلبون عليه عند أول مفترق»، غامزين من قناة تجربة الوزير أشرف ريفي التي يدعو العديد من كوادر تيار المستقبل في المدينة إلى «عدم تكرارها».

وفيما تتردد أسماء عدة في طرابلس، محسوبة على تيار المستقبل، لدخول الحكومة، توضح مصادر مطلعة في «التيار» لـ«الأخبار» أنّ «قرار التوزير يملكه الرئيس الحريري حصراً، وأي قرار يتخذه سنلتزمه. إلا أننا نأمل ألّا يغيب أبناء طرابلس في تيار المستقبل عن الحكومة».

خارج تيار المستقبل، يُعَدّ النائب محمد الصفدي واحداً من أبرز المرشحين لتمثيل طرابلس في الحكومة، نظراً إلى علاقته الجيدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبعد تقاربه مع الحريري وعودة المياه بينهما إلى مجاريها، ما يجعله يمثل تقاطعاً مقبولاً بين الطرفين. لكن الصفدي قال لمن فاتحه بأمر توزيره إنه «بعدما تسلمت وزارة المالية في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لا يمكن القبول بحقيبة وزارية أقل منها»، مضيفاً أنه «إذا كان لا بدّ من توزيري، فلن أقبل بأقل من حصولي على حقيبة سيادية، وإلا فإنني أفضل الاعتذار».

مقابل ذلك، بات تمثيل القوى «السنية» في فريق 8 آذار داخل الحكومة مطلباً حاضراً على الطاولة، وسط تلميحات إلى تمسك الرئيس نبيه بري وحزب الله بهذا التمثيل، وعدم اعتراض الحريري عليه.

الوزير السابق فيصل كرامي لم يكتفِ بذلك، بل قال لـ«الأخبار» إنّ طرابلس «هي مدينة رؤساء الحكومات، ويحق لها بحقيبة سيادية وحقائب خدماتية أيضاً، على أن يكون تمثيلها وازناً لأنها بحاجة ماسّة للإنماء»، على قاعدة أنّه «لا يحك جلدك إلا ظفرك، كذلك ثبت بالتجربة أنه لا يهتم بالمدينة إلا أهلها».

ومع أنّ كرامي أوضح أنه «لم نتكلم مع أحد ولم يتكلم أحد معنا في موضوع تأليف الحكومة، لأن الاستشارات لم تنتهِ بعد»، إلا أنّه أشار إلى أنّ «المعلومات المتوافرة هي أن الحكومة ستكون موسعة لتتشكل من ثلاثين وزيراً، وأن تمثيلها سيكون واسعاً».

من جهته، لفت النائب السابق جهاد الصمد لـ«الأخبار» إلى وجود «شريحة من الطائفة السّنية تراوح بين 35 و40 في المئة هي خارج تيار المستقبل، ويحق لها أن تتمثل إذا أردنا أن نشكل حكومة وحدة وطنية». وأكد الصمد أن «تسمية الحريري وتكليفه تأليف الحكومة عملية تحتاج إلى استكمال لتحظى بغطاء سياسي، كالتفاهم مع بري».