IMLebanon

طرابلس تتحضر لمرحلة جديدة من الفلتان الامني؟!

لا يختلف اثنان في طرابلس ان المرحلة التي تمر بها عاصمة الشمال هي مرحلة حساسة ودقيقة من عدة زوايا سياسية واجتماعية واقتصادية في ظل ما تشهده المنطقة الاقليمية من تطورات على مختلف المستويات وفي ظل تحديات يقتضي ان تكون المدينة جاهزة لها.

ويعتبر مصدر طرابلسي ان المسؤولية الاولى في اعداد الساحة الطرابلسية لمواجهة التحديات تقع على عاتق نواب طرابلس وقياداتها السياسية ممن ينشغلون بالسجالات بدلا من تجنب الانقسامات والاتجاه للضغط على وزارات الخدمات المعنية بشؤون الانماء وتحسين البنى التحتية للمدينة.

ويتوقف المصدر عند ما آلت اليه اوضاع طرابلس وما تشهده شوارعها من حفريات خاصة على البوليفار والازدحام الخانق عند المداخل الرئيسة للمدينة والفوضى العارمة التي تسود المناطق والاحياء خاصة عشية العيد الامر الذي اثار حفيظة العديد من المواطنين الذين عانوا من الفوضى ورسموا علامات استفهام عن دور المجلس البلدي الجديد الذي علقت عليه وبدأ الاحباط يسري لدى الطرابلسيين جراء الخطوات المتعثرة التي اعترت مسار البلدية وجرى تحميل المسؤولية الى الحاضنة السياسية لهذا المجلس في حين تعرب اوساط طرابلسية عن خشيتها من استعادة مشهد الانقسامات والخلافات داخل المجلس البلدي اثر تصاعد موجة الانتقاد له حيث بدأت كرة الثلج تتدحرج يوميا بعد يوم بينما يقف النواب والتيارات السياسية موقف المتفرج على الاداء البلدي بانتظار ان يصل الحال الى شفير الانفجار.

وحسب الاوساط الطرابلسية ان المدينة بعد ان خطت خطوات متقدمة نحو النهوض بمبادرات فردية ونقابية ومن بعض التيارات ابرزها تيار الرئيس ميقاتي الذي اطلق مشروع (طرابلس مثل الورد) بينما ينتظر الطرابلسيون البدء بمرحلة تنفيذ مشروع (نور الفيحاء) لتأمين الكهرباء على مدار الساعة مع اقتراب انجاز اوراق الترخيص للشركة التي اطلقها الرئيس ميقاتي بغية حل مشكلة الكهرباء في المدينة في غياب الحل الرسمي بل التجاهل الرسمي لطرابلس والشمال حسب ما يراه معظم الطرابلسيين والشماليين.

يجمع الطرابلسيون على ان موسم الاعياد هي فرصة لتعويض المدينة خسائر جسيمة جراء الركود الاقتصادي الذي تشهده طرابلس منذ فترة، وانه بالرغم من زيارات الموفدين الاجانب من سفراء وهيئات دولية وما تمارسه هيئات اقتصادية ونقابية من حراك فان طرابلس لا تزال تعيش المعاناة اليومية وهناك احياء وعائلات تحت خط الفقر ونسبة البطالة لا تزال مرتفعة، واينما ذهب المرء يرى اصابع الاتهام موجهة الى قيادات المدينة السياسية التي لم تنشىء الى اليوم مؤسسة انتاجية كبيرة تستوعب الشباب كما لم تبادر التيارات السياسية الى حل الازمات الموضوعة على قائمة الانتظار منذ سنوات ،وان ما يخشاه البعض ان تكون المدينة في حالة تحضير لمرحلة جديدة من الفلتان الامني باساليب جديدة ومرد هذه المخاوف الى جملة عوامل تستوقف الطرابلسيين ابرزها:

اولا ان الحركة التجارية في العيد لم تكن على قدر الامال والطموحات الا في اليومين الاخيرين عشية العيد نتيجة الاوضاع المعيشية الضاغطة على العائلات وحيث لا يزال القلق يسود ابناء المدينة خاصة اثر الدعوات الى التظاهر والاعتصام مما ترك علامات استفهام حول احتمالات عودة المشاهد الفوضية الى الشارع.

ثانيا ان المشاريع الانمائية المقررة لطرابلس بدءا من مبلغ المئة مليون دولار الى المنطقة الاقتصادية الحرة في المرفأ وتأهيل المعرض الدولي وفوضى الشوارع والجسر العربي ومحطة القطار وغيرها من المشاريع لا تزال ضمن الاحلام ولم تخرج الى حيز التنفيذ الفعلي مما يبقي المدينة في حالتها المتردية.

ثالثا اداء بطيء ومتعثر للمجلس البلدي الذي لم يستطع الاقلاع جيدا حتى اليوم ويبدو ان رياح الخلافات السياسية بدأت تهب على المجلس وتزيد من العقبات امام اطلاق المشاريع مع علامة استفهام كبيرة حول الحفريات التي يشهدها المدخل الجنوبي للمدينة وصولا الى ساحة عبد الحميد كرامي وبطء الاعمال في الشارع مما يعني ان هذه الحفريات لن تنتهي قبل سنة والسؤال هو اين المعدات التي تنهي الاعمال ان لم يكن في ساعات ففي ايام قليلة؟

يقول المصدر ان طرابلس تحتاج الى ورشة طوارىء بتكاتف كل القوى والتيارات السياسية وتجنب الخلافات فيما بينهم لان المدينة لم تعد قادرة الاستمرار على هذا المنوال.