IMLebanon

طرابلس: التوافق البلدي لن يكون قريباً

ثمة ثابتة واحدة في المشاورات السياسية الدائرة حول الانتخابات البلدية في طرابلس، وهي أن كل التيارات في المدينة قبلت بالأسماء الثلاثة التي طرحها الرئيس نجيب ميقاتي وهم: عمر الحلاب، المهندس عبدالرحمن الثمين، والدكتور عزام عويضة، لاختيار أحدهم كرئيس توافقي، وما عدا ذلك، وحتى ليل أمس، لم يتم اختيار أي مرشح من بين هؤلاء، بل تركزت المشاورات خلال الاجتماعين اللذين عُقدا في دارة النائب أحمد كرامي، ظهر السبت وليل الأحد، على كيفية تأمين مقومات النجاح لمن سيحظى بالتوافق.

وعلمت «السفير» أن المجتمعين، وهم إلى جانب صاحب الدار: الرئيس نجيب ميقاتي، والنواب: محمد الصفدي، سمير الجسر، محمد كبارة، وروبير فاضل، إضافة إلى أحمد الصفدي، بحثوا مطولاً في مواصفات كل من المرشحين الثلاثة ورؤيتهم وبرامجهم النهضوية للمدينة، وقدرتهم على تشكيل مجلس بلدي من الكفاءات يستطيع تعويض طرابلس ما فاتها من المشاريع والخدمات على أكثر من صعيد.

وتؤكد المعلومات أن الإعلان عن الرئيس التوافقي لن يكون في وقت قريب، وربما يتأخر إلى ما بعد المرحلة الأولى من الانتخابات، أي بعد 8 أيار المقبل، وأن المجتمعين سيأخذون مزيداً من الوقت لدراسة الخيارات المطروحة أمامهم، وهم أعطوا لأنفسهم فرصة أسبوع يكون فيها الرئيس ميقاتي قد عاد من سفره ومن بعدها تُستأنف المشاورات.

ومن المفترض أن تتركز هذه المشاورات على مصير المرشحيّن الإثنين اللذين لن يحظيا بالتوافق، وإذا كانا سيستمران في ترشيحهما، وكيف سيكون التعاطي أو التعاطف معهما من قبل أبناء طرابلس، وإمكانية أن يتم سحب ترشيحهما، وهو الأمر الذي قد لا ينجح فيه السياسيون، خصوصاً أن الأسماء المرشحة غير منتمية إلى أي تيار سياسي، وأن المعلومات تشير إلى أن المهندس عبدالرحمن الثمين قد شكل لائحة مكتملة، وأنه مستمر في ترشيحه في حال لم يتم التوافق عليه.

من هذا المنطلق يشير متابعون للمشاورات إلى أن الاجتماعين شهدا تشديداً من قبل البعض على أنه طالما تم القبول باختيار مرشح من المرشحين الثلاثة، فإن مسؤولية دعم المرشح التوافقي ولائحته المكتملة تقع على عاتق الجميع بدون استثناء، وهم يجب أن يشمّروا عن سواعدهم وأن يجهّزوا ماكيناتهم الانتخابية من أجل دعم خيارهم، وإيصال لائحة الرئيس التوافقي إلى سدة البلدية.

ويشدد مشاركون في لقاء «منتديات العزم» الذي عُقد قبل أيام وطالب الرئيس ميقاتي بخوض معركة انتخابية بلدية، على أن التوافق يجب أن يكون ملزماً لكل التيارات السياسية التي اجتمعت على اختيار الرئيس العتيد، لا أن يتم وضع الأمر لدى الرئيس ميقاتي بمفرده، انطلاقاً من تسميته للمرشحين الثلاثة، مؤكدين أن ميقاتي اختار ثلاثة من الطامحين للرئاسة من دون أن يكونوا منتمين سياسياً إلى تياره، وأنه في حال تعاطت بعض التيارات ببرودة انتخابية مع هذا الخيار، فإن ميقاتي سيكون غير مستعد لتحريك «ماكينة العزم» لدعم هذا التوافق، بل يكون من مصلحته تحريك ماكينته وخوض معركة مستقلة بأحد المرشحين تقدم له انتصاراً سياسياً.

لكن اللافت يوم أمس هو ما كتبه المرشح عمر حلاب على صفحته على موقع «فايسبوك» حيث شكر كل من «دعمه وأيده وتوافق عليه»، ما أوحى للطرابلسيين بأن التوافق السياسي قد رسا بشكل نهائي عليه، وهو الأمر الذي نفاه لـ «السفير» أكثر من نائب في المدينة، مؤكدين أنه لم يتم التوافق على أي مرشح.