… ولو أرادوا التوضيح، لقالوا ان انتخابات طرابلس البلدية مستمرة، ردود فعل أولاً، وحسابات سياسية أيضاً.
ومن الصعب ان يهضم الرئيس سعد الحريري، الكبوة التي أصابت زعامته في أوج عنفوانها السياسي.
كما انه من الكوارث السياسية ان يخرج الثلاثة الكبار نجيب ميقاتي، فيصل كرامي ومحمد الصفدي، من دون انتصار مدوٍ في العاصمة الثانية.
ولعلّ استلشاق الثلاثة بالمعركة، جعل الناس تقترع للمرشحين الثمانية عشر الفائزين، بعضوية بلدية طرابلس.
طبعاً، ليس سهلاً الانتصار الانتخابي الذي حققه الوزير المستقيل ريفي.
كما انه ليس صعباً، تجاهل الكبوة السياسية للرئيس سعد الحريري.
إلاّ أن نكبة البرامكة في العصر العباسي، اجتاحت نكبة زعامات في العصر الانتخابي.
والنكبة البلدية، لا تقلّ فجاجة عن نكبة البرامكة خلال الصراع الكبير بين العباسيين والأمويين.
هل الصراع القديم هو الذي ظهر يوم الأحد، إبّان المناكفات بين الطائفتين الاسلاميتين الكبيرتين، على الرغم من المساحة الجغرافية البعيدة بين عاصمة الليمون ومدينة الأكيدنيا في الشمال والجنوب.
بدها طول وقت، ليهضم الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي نكبة الانتخابات البلدية.
طبعا، ليس سهلاً وجود مجلس بلدي، تغيب عنه الأقليات المسيحية والعلوية.
وليس سهلاً أيضاً، ان يفوز مرشح أرثوذكسي، في الانتخابات النيابية السابقة، بأكثرية اسلامية أعطته أصواتها الكثيفة.
وما كان يحققه النائب موريس فاضل في طرابلس والميناء، يماثله الآن نجاح لائحة بلدية مدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي.
والحقيقة، ان حدّة المنافسة تكمن وراء غياب المسيحيين والعلويين، عن بلدية طرابلس الحديثة ولو كان الأمر تعصباً، لقيل انه تعصّب ميسور، لكنه ليس موجوداً بهذه الحدّة الطائفية.
وعندما تخبو حدّة المنافسات، فان الرئيس سعد الحريري، ومعه نجيب ميقاتي وفيصل كرامي لم يخرجوا مهزومين من معركة حادّة، لكنهم لم يربحوا النصر الذي تلقفه بسهولة الوزير ريفي… بالسهولة نفسها التي كانوا يفوزون بها في المعارك النيابية.
ولكل معركة وجوه وأعتاب، وقبل المعركة النيابية الأخيرة، كان قبل بروز الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وجود لزعامات كبار من أمثال قبولي ذوق، وسعدي المنلا، وأمين الحافظ وهاشم الحسيني، اطلالات لا تمحوها الذكريات.