في البلاد أزمات.
بعضها يتعلق بالنظام.
وبعضها الآخر مرتبط بالتطورات.
وحكومة الرئيس تمام سلام جامعة للاثنين.
ويبدو ان عدم تنفيذ اتفاق الطائف هو أساس الأزمات.
ولعل انسحاب الوزير رشيد درباس من آخر جلسة لمجلس الوزراء فتح الموضوع على مصراعيه.
كما ان تضامن الوزيرين الطرابلسيين أشرف ريفي وأليس شبطيني معه، وضع المشكلة في حدودها القصوى.
وان كان انسحاب وزير العدل ووزيرة شؤون المهجرين تعبيراً عن التضامن السياسي، لكنه أعاد القضية الى جذورها.
وهي قضية طرابلسية مزمنة.
المشكلة عنوانها تجميد مطالب طرابلس تباعاً.
أضرب وزير الشؤون عن التوقيع بعد الآن على المراسيم الحكومية!
وكل مرسوم يتطلب توقيع ٢٤ وزيراً لا مجرد وزير واحد.
وإلاّ يعتبر المرسوم عندئذ مجمّداً.
وهذا يحدث بسبب عدم انتخاب رئيس جمهورية منذ قرابة ٢٨٠ يوماً.
طبعاً، أجرى الوزير تمام سلام، مجموعة اتصالات، تلافياً للفراغ الكامل في السلطة.
الآن ثمة أزمة شغور.
وبعد تصبح البلاد في أزمة فراغ.
ما الحل إذاً؟
طلعوا بنتيجة الاتصالات، باعتماد توقيع ثلثي الوزراء زائدا واحداً، على أي مرسوم.
او توقيع ٢٤ وزيراً عليه.
وهذا يعني إجماع الوزراء لا أكثريتهم.
هل تبقى البلاد في مشكلة جمود؟
أم ان أصحاب العقول يتوصلون الى مخرج، يحرّر الحكومة من شغور أو فراغ.
هذه عقبة في وجه حكومة بقيت سنة من دون تأليف، ومضى عليها سنة بعد التأليف.
إلاّ أن حنكة تمام سلام وصبره وطول باله يجعل الأمل الصعب ممكنا في تجاوز الأزمة.
وان كان تجاوز المفردات الواقفة، بين أصحاب المعالي، جعل أهل الحكم، يتجاوزون التعابير الواقفة.
والحقيقة، ان في البلاد مشكلة طرابلسية لا لبنانية.
ومنذ نصف قرن ولبنان عاجز عن إنصاف العاصمة الثانية.
والمشاريع الكبرى والصغرى كانت تتوقف في جبيل ولا تصل الى طرابلس.
حدث ذلك، على الرغم من تعاقب رؤساء جمهورية وحكومات ووزراء على رأس السلطة.
وفي مقدمة هؤلاء سليمان فرنجيه ورشيد كرامي وأمين الحافظ وعمر كرامي ونجيب المنلا.
وفي بداية الاستقلال تربّع على الحكم الرئيس عبدالحميد كرامي.
ومن معرض طرابلس الدولي الى أوتوستراد بيروت – طرابلس، الى مطار الرئيس الشهيد رينه معوض، فان مشاريع العاصمة الثانية تتوقف في منتصف الطريق.
والمطلوب الآن خلوة سياسية بعد الأزمة الراهنة لدرس هذه الموضوعات بالذات.
لماذا تتعثّر مشاريع طرابلس، ولا تتجاوز جبيل؟