Site icon IMLebanon

مفاجأة طرابلسية… لائحة ريفي تفوز بـ«البلدية»

شهدت مدينة طرابلس يوماً إنتخابياً ديموقراطياً هادئاً، احتدمت فيه المعركة بين 4 لوائح، خصوصاً بين لائحتي «لطرابلس» و«قرار طرابلس». وعلى رغم إعلان الرئيس نجيب ميقاتي «طيّ صفحة الخلاف مع الرئيس سعد الحريري وفتح صفحة جديدة بيضاء»، سُجّلت ليلاً مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت بفوز لائحة «قرار طرابلس» المدعومة من اللواء أشرف ريفي بغالبية المقاعد.

يتألف المجلس البلدي في طرابلس، عاصمة لبنان الثانية، من 24 عضواً، وتنافست فيها لوائح أربع، الاولى «لطرابلس» برئاسة عزام عويضة، ويدعمها تيار «المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي، والوزير السابق فيصل كرامي، والنائب محمد الصفدي، وجمعية «المشاريع الخيرية الاسلامية» و«الجماعة الاسلامية»، وقسم كبير من العلويين.

اما اللائحة الثانية فهي «لائحة قرار طرابلس» المدعومة من وزير العدل اللواء أشرف ريفي برئاسة المهندس أحمد قمر الدين. واللائحة الثالثة هي لائحة «طرابلس عاصمة» برئاسة النائب السابق مصباح الأحدب. فيما تتألف اللائحة الرابعة «لائحة شباب طرابلس 2022»، من اربعة اعضاء، اضافة الى مرشح «التيار الوطني الحر»: محمد سعيد بارودي، ومرشح «مواطنون ومواطنات في دولة»: رامي ظهير اسوم، وعدد من المرشحين المنفردين.

وفي وقت قطع الجيش بعض الطرق الداخلية تسهيلاً للاقبال على مراكز الاقتراع، انتشر مندوبو الماكينات الانتخابية بكثافة عند مداخل مراكز الاقتراع. وشكا بعض رؤساء الأقلام تمسّك بعض الناخبين بالاقتراع بجوازات سفر منتهية الصلاحية أو ببيانات القيد الافرادية.

فيما شهدت باب التبانة وجبل محسن انتخابات هادئة وسط اجراءات امنية مشدّدة ودوريات أمام مراكز الاقتراع. فيما شهدت بلدة القلمون إنتخابات هادئة وسط أجواء تنافسية ديموقراطية.

وكان الناخبون توافدوا بكثافة في ربع الساعة الاخير، حيث أوضح محافظ طرابلس والشمال القاضي رمزي نهرا أنّ «القانون ينص على السماح بالاقتراع لكل ناخب موجود داخل باحة مركز الانتخاب، وبالتالي فإن كل من بقي في الخارج لا يمكنه الاقتراع ولا سيما أنه لم يصدر اي تعميم من وزير الداخلية لتمديد مهلة الانتخابات».

                              

ميقاتي

وفي السياق، اقترع الرئيس نجيب ميقاتي في ثانوية حسن حجة، معلناً «طيّ صفحة الماضي مع الرئيس سعد الحريري وفتح صفحة جديدة، يتمّ بناؤها أكثر فأكثر بالثقة المتبادلة، وأنا متأكد أنه، بمقدار حرصي، فالرئيس الحريري حريص أيضاً على وحدة الصف على الصعيد الوطني، وعلى الصعيد السنّي.

من هذا المبدأ اجتمعنا واتفقنا على التلاقي في هذه الانتخابات التي أضعها أولاً في الاطار الانمائي من خلال المنافسة الديموقراطية علماً أنها اتخذت وجهاً سياسياً تجلى بتحالفنا انا والرئيس سعد الحريري».

وعما إذا كانت حالة الوزير أشرف ريفي هي التي جمعته مع الحريري، أجاب: اتفاقنا سابق لهذا الامور، واللواء ريفي جزء من المدينة ولا احد يستطيع الغاءه». واعتبر أنّ استخدام ريفي لتعبير مزرعة وغنم بأنه «كلام سياسي ولكنه يعرف تماماً أنّ الموجودين يمثلون العائلات الطرابلسية، لا سيما آل الحلاب ويكن وعويضة وكبارة ومواس وغيرها من العائلات، وهؤلاء ليسوا غنماً ولا زبائن مزارع».

وعن دعمه لائحة النائب السابق مصباح الأحدب نكاية بريفي، سأل ميقاتي: «هل يعقل أن أدعم لائحة انتخابية تواجهنا وانا ادعم لائحتنا؟».

ورفض القول إنّ الحريري خلفه في هذه الانتخابات، «أنا والرئيس الحريري جنباً الى جنب يمكننا أن نُغيّر ونواجه كلّ التحديات القائمة على الساحة اللبنانية. عندما نكون معاً حتماً سنكون أقوى».

ريفي

من جهته، قال ريفي الذي أدلى بصوته للمرة الأولى بعد خروجه من السلك العسكري، إنه إقترع للائحة «قرار طرابلس» لنقول لكلّ الناس إنّ لدى طرابلس قراراً ولا أحد يستطيع أن يملي عليها أيّ قرار نهائياً».

وأكد أنه يواجه كلّ شخص يعيد تجربة المحاصصة، «وبكلّ أسف هو عقل مزرعي أو فلان له 7 وفلان له 7 وفلان له 3». وأوضح رداً عن خروجه من البيت السنّي: «لقد خرجت من عقل المزرعة لأقول إنني مواطن. كفا مزارع وكفى أن نكون غنماً ونتبع فلاناً أو فلان». وأكد «أننا نسعى للإنتخابات ولا تخيفنا».

وعن خسارته قال: «يكون هذا خيار المواطنين وأنا أحترم خيار طرابلس. نحن نخوض معركة والناخب هو الذي يحدّد مَن يربح ومَن يخسر»، مذكّراً بأنّ «القوى السبع التي شكلت اللائحة السابقة البعض منها كان عضواً أساسياً وشارك في حكومة القمصان السود». وجدّد القول إنه «حالة حريرية مستقلّة وسأبقى». وطلب مراقبة «إستخدام المال السياسي ليكون قرار الناخب حراً بلا تأثر بحاجته المالية نهائياً».

بدوره، قال النائب محمد الصفدي بعد إقتراعه: «كنا نتمنّى أن يكون الوزير أشرف ريفي في اللائحة التوافقية، لكن لكلّ رأيه وظروفه».

واستغرب القول إنّ المناطق الشعبية غير ممثّلة، مؤكداً «أننا جميعنا نمثل باب التبانة ولائحة التوافق لم تشملها لأسباب معيّنة لا يمكن شرحها الآن». وعن عدم تمثيل الحزب «العربي الديموقراطي» في جبل محسن، لاحظ الصفدي أنّ «العلويين راضون جداً عن تمثيلهم، وتمثيلهم كان خيارهم وليس خيارنا نحن. كان خيارهم المشاركة وترشيح احد الاشخاص الذي نعتبره ممتازاً، صحيحٌ أنّ الحزب «العربي الديموقراطي» غير ممثل لكنّ العلويين كطائفة ممثلون افضل تمثيل».

أما النائب سمير الجسر فنفى بعد إقتراعه وجود مواجهة بين «8 آذار» وغيرها، وإذا كانت هناك مواجهة فتكون بين المرشحين ونتمنّى على الوزير ريفي أو غيره أن يقول لنا إذا كانت لائحة «لطرابلس» تضمّ إسماً واحداً من «8 آذار» أو مع المشروع الفارسي أو من «حزب الله».

إلى ذلك، أكد النائب محمد كبارة بعد إدلائه بصوته في مدرسة إبن سيناء أن لا «إلغاء لأيّ شخصية طرابلسية ومبدأ الإلغاء ليس من شيمنا، ولكنّ الوزير ريفي خلال الحملة الإنتخابية أطلق مواقف وإتهامات كثيرة أساءت الى طرابلس وهي في حال إستمرت من الممكن أن تؤدي الى فتنة سنّية في المدينة وهذا ما لا نريده.

ونأمل منه أن يعود الى ضميره وعقله ومدينته وأن يتعاون مع الجميع من أجل تنميتها ومن أجل إنمائها وأن يضع هذه التصريحات والإتهامات والمواقف جانباً».

الشعار

أما مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار فشدّد على أنّ «طرابلس فخورة بالحفاظ على نسيجها الإسلامي والمسيحي والعلوي وكلّ يأخذ نصيبه من دون أن يبذل جهداً لأنه حق مكتسب وليس منةً أو صدقةً من أحد».

ورأى أنّ «مساحة الخلاف لا تستحق أيّ تباعد بين فريق وفريق، الجميع أبناء الوطن والجميع يسعى من أجل العمل للبنان، التباين بالآراء أمر طبيعي فليس واحد منا صورة طبق الأصل عن الآخر وإنما تعدد وتنوع وممارسة للحرية الشخصية والقناعة وهذه هي العملية الديموقراطية».

وعن موافقته على طرح ريفي وجود مرشحين لـ»حزب الله» و»8 آذار» في لائحة «لطرابلس»، قال المفتي: «فوجئت بما سمعت ولا أعلم أنّ أحداً إطلاقاً من المرشحين في قوائم المدينة له هذا الإنتماء أو أنه أعلن ترشيحه على هذا الأساس. إلتقيت بجميع المرشحين ولم يرفع أحد منهم أيَّ شعار وعلى فرض أنّ «8 آذار» موجودة في الشمال فمن حقهم أن يرشحوا والمدينة تختار. من قال إنّ الخلاف في الرأي السياسي ينبغي أن يدفعنا الى طحن بعضنا».

الأحدب

في المقابل، أدلى رئيس لائحة «طرابلس عاصمة» النائب السابق مصباح الأحدب بصوته في ثانوية حسن حجة الرسمية حيث قال: «لا نخوض الإنتخابات لنقاتل أحد، فالإستحقاق البلدي يجب أن يكون إنمائياً بإمتياز ولأننا نعرف أنه في كلّ مرة تضيع «الطاسة»، خضنا هذا الإستحقاق لنعطي الناس خياراً واضحاً».

ورأى أنّ «التشطيب واقع وهو ظاهر للجميع والمعلومات تصلنا بهذا الشأن والكلام عن فريق متجانس غير موجود وسط عدم الإتفاق على نقاط عدة والمشاريع الإنمائية ومنها قضية مرآب التل مثلاً، والفريق الآخر يثير مسألة «8 و14 آذار». انتهينا من هذه المتاريس ونريد أن تتنفس ونضع أيدينا على مقدراتنا وأقل ما يقال في هذا الخصوص إنّ «مصريّات» طرابلس لا تذهب عمولة على مشاريع في خارجها بل أن تصرف على مشاريع تهمّ أبناءها».

وفي السياق، اقترع الوزير السابق فيصل عمر كرامي في مدرسة النموذج الرسمية، نافياً أن يكون قد تخلى عن حلفائه: «من الاساس كانت فكرة التوافق ومعاييره تقضي عدم وجود حزبيين في اللائحة، وهناك استثناء وحيد لجمعية المشاريع والجماعة الاسلامية لأمور تقنية، ولست الطرف الوحيد في اللائحة بل هناك مجموعة من السياسيين توافقوا ودعموا ووضعوا المعايير، وانا مع تمثيل كلّ الشرائح، والعتب على قدر المحبة، والاقربون أولى بالمعروف، وهم اعتبروا أنّ هذا الامر يصيبني اكثر من غيري، لذلك فليسامحهم الله. وغداً الايام تثبت أنني غير معني بهذا الامر». ورأى أنّ «ما نشهده من تقارب سياسي يبشر بالخير ويؤسس للمرحلة المقبلة في الانتخابات النيابية».

أما المرشّح المنفرد إبن خليل عكاوي، عربي عكاوي، الذي رفض الانضمام الى أيّ لائحة من لوائح طرابلس، فقال لـ«الجمهورية»: «لا أواجه كل القوى السياسية وحيداً بل معي محبّون كثر وأناس طيّبون، وأشعر بأنني أحاصر السياسيين الذين هم محاصرون نتيجة إقصائهم أبناء المناطق الشعبية من التمثيل الصحيح داخل لوائحهم وعن مركز القرار في المجالس البلدية».

وأضاف: «أشعر بارتياح كبير. مررنا بـ21 جولة إقتتال دفعنا فيها الغالي والرخيص من سجن وشهداء، وبعض أبناء التبّانة مُطارد نتيجة خلاف سياسي بينهم. نحن دفعنا الثمن، واليوم يأتي الاستحقاق الانتخابي ونشكّل نحو 63 ألف ناخب.

ويجب أن يكون لنا أربع أو خمس أعضاء داخل المجلس البلدي إذا كانت القصّة نسبة حصص، لكنهم لا يتعاطون مع هذه المنطقة إلّا كصندوق بريد. يريدون أبناءنا وأهلنا وقوداً للحرب في معاركهم السياسية وأرقاماً في الإنتخابات». وشدد على «أننا نريد كسر هذا الحاجز وهذه الفوقية وهذا الإستكبار».