IMLebanon

طرابلس لسعد الحريري : أشرف ريفي يُمثلّني

مع انتهاء معارك الانتخابات البلدية والاختيارية بكثير من الشوائب والثغرات على الصعيدين البشري واللوجستي، والقليل القليل من الحوادث الأمنية التي تمّت معالجتها بسرعة وحزم من قبل القوى الأمنية وعناصر الجيش، باستثناء حالة الرشوة التي رافقت هذه الانتخابات من البداية الى النهاية، لا بدّ من الاشارة بكثير من الوضوح والشفافية، الى ان الدولة اثبتت قدرتها على اجراء انتخابات على مساحة الوطن كله، مهما كان نوع هذه الانتخابات، ولكنها بالتأكيد لن تكون قادرة على اجراء انتخابات نيابية، حرّة ونزيهة وديموقراطية، وعادلة، ما لم تأخذ القرار السياسي الحازم، بأن الشوائب والثغرات التي لازمت المعركة الانتخابية البلدية، لن يكون لها مكان في الانتخابات النيابية التي يعوّل عليها اللبنانيون بأن تكون المدخل الالزامي لدولة جديدة، تشبه الدول الحضارية الراقية، وليس دولة حكومتها فاشلة وفاسدة، ومجلس نوابها اشبه ببلدية كبيرة، او تجمّع عائلي وعشائري، ومفتاحه بيد طائفة او مذهب، يفتح الابواب ويغلقها وفق ارادة ومصالح الطائفة او المذهب.

اما بالنسبة الى الانتخابات البلدية والاختيارية، والصراعات المتعددة التي دارت بين الاحزاب من جهة، حتى المتحالفة مع بعضها بعضاً، مثل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في المناطق ذات الثقل المسيحي، وحزب الله وحركة امل، في المناطق ذات الثقل الشيعي، وبين الاحزاب والعائلات والاجباب من جهة ثانية، فقد اصبح ممكناً بعدا نتهاء المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت يوم الاحد الفائت، في محافظة الشمال، تسجيل الملاحظات الآتية على هذه الانتخابات، انطلاقاً من نتائج مدينة طرابلس، وبلدات القبيات وتنورين والبترون، وبلدات اخرى، اكتسبت اهمية خاصة، كونها كانت محطّ تنافس بين الحلفاء، او امتناع حليف عن نصرة حليفه، وهذه الحالة حصلت في عدد من البلدات، وتسببت ببعض التوتر والزعل المضمرين لدى الحلفاء، وانا اعني تحديداً حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

*****

في طرابلس، كان انتصار اللواء اشرف ريفي، على جميع القوى الطرابلسية الأخرى، انتصاراً للحريرية السياسية التي رسم اهدافها وثوابتها الرئىس الشهيد رفيق الحريري، ولم تحترم في شكل دقيق من قبل تيار المستقبل والقيّمين عليه، بما يعني ان اللواء ريفي اعاد توجيه البوصلة الحريرية في الاتجاه الصحيح، واعطى هذا الاتجاه الذي يؤمن به، زخماً شعبياً، ليس في طرابلس فحسب، بل في بيروت وعكار والاقليم، وغيرها من المناطق، تمثل بعطف كبير وترحيب اكبر، بموقف ريفي وبانتصاره المدوّي في طرابلس، والذي يجب ان يكون صداه ايجابياً لدى تيار المستقبل وسعد الحريري، والافادة منه في اعادة لمّ شمل الحريرية السياسية التي اصيبت في الانتخابات البلدية باكثر من انتكاسة تصل الى مستوى الهزيمة، وعدم المكابرة، واعتبار ان ما حصل في طرابلس سحابة صيف.

اما في ما يتعلق «بتفاهم» التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، طول هذه الفترة الانتخابية، فالحقيقة التي يجب ان تقال، ان هذا «التفاهم» غير المفهوم جيداً عند غالبية اللبنانيين، يجب وضعه في غرفة العناية الفائقة، وانصراف الاطباء المعنيين بصحته وسلامته، الى خلوة سريعة، يتم التدارس من خلالها، بالاسباب التي اصابت التفاهم باكثر من جلطة من شأنها ان تشكّل خطراً على حياته، وهذا الوضع من غير المسموح ان يحصل، لأن الصدمة لدى المسيحيين ستكون كبيرة ومؤلمة، وسوف تشكّل احباطاً تصعب مداواته بسرعة، واذا كان القرار لدى اهل القمة، ان التفاهم يجب ان يبقى ويستمر ويقوى، فان هناك اموراً كثيرة يجب ان تتعدّل على الارض وعند القاعدة واذا كان طموح قادة الحزبين، كما نسمع دائماً ان يتحوّل التفاهم، المحدود حتى الآن، بالمكان والزمان المناسبين، الى تفاهم اوسع يرقى الى مستوى التحالف، فهناك تدابير واجراءات جذرية يجب اتخاذها، ليصبح هناك تناغم وتفاهم حقيقيين بين القمة والقاعدة، وما بينهما، وهما اليوم، كما اظهرت الوقائع، مفقودان او باحسن الحالات غير فاعلين بما فيه الكفاية، والمشكلة التي يجب ان تكون على رأس الاهتمامات، ان ايّ خسارة للاحزاب امام المفاهيم الموروثة، والاقطاعية العائلية، من شأنها ان تعطيهما جرعة مقوّيات تصعّب على الاحزاب مهمتها في المستقبل.

باختصار، طرابلس قالت لسعد الحريري «اشرف ريفي يمثلّني» وخسارة تفاهم القوات والتيار في تنورين والقبيّات وتعثرهما في بلدات اخرى، رسالة للعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، ان انتبها الى بيتكما الداخلي، على الرغم مما يقال بان نتائج الحزبين في البلدتين سيكون لها صدى ايجابياً في الانتخابات النيابية المقبلة على مستوى القضاء وليس على مستوى البلدتين