لا يزال رأس النظام السوري يتحفنا بعبقرياته التي تثبت ان لا علاقة له بما يجري في بلده، بعدما انهى سوريا شعباً وجيشاً وعمراناً ودوراً اقليمياً ودولياً.
وآخر ابتكاراته في هذا المجال كلامه، اخيراً، عن «الانتصار» في حلب!
فهل الانتصار يتمثل في ان دولة عظمى هي روسيا الاتحادية، تقتل الشعب السوري؟ او بما ينفذه الجيش الايراني وفيلق القدس وحزب الله وسائر الميليشيات الشيعية على ارض سوريا؟!.
وهل يتمثل الانتصار في استباحة ارض سوريا براً وبحراً وجواً من عشرات الجيوش الاجنبية، والفصائل والتنظيمات والميليشيات؟
ام يتمثل الانتصار في ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يعود فيحتل تدمر نهاراً جهاراً وعلى عينك يا تاجر بل على عيون التجار جميعاً الذين يبحثون عن «الصفقات»، على انواعها في سوريا؟!.
ام يتمثل في «فرفطة» الجيش السوري الذي يصح التساؤل عما اذا كان لا يزال قادراً على مواجهة العدو الاسرائيلي في اي مواجهة؟!.
اين الشعب السوري في هذا الإنتصار؟ بل اين اصبح الجيش السوري في المطلق؟
اين العلويون ونخبهم الفكرية المبدعة ودورهم في المسار الوطني العام؟
واين المسيحيون السوريون الذين اسهموا في كل حركة نضالية وانسانية وفكرية وعروبية واستقلالية؟
واين اهل السنّة السوريون الذين كتبوا لهذه الديار مجداً لا تمحوه صروف الدهر وعادياته منذ فجر الاسلام وحتى اليوم، وقادوا نضال الامة كلها وليس نضال سوريا وحسب؟!.
اين هذا الشعب السوري في هذا الانتصار المزعوم؟!.
وكيف يجرؤ اي نظام ان يدّعي انتصاراً ليس له فيه يدٌ، سوى دور المتفرّج على وطن كان فوق فصار تحت التحت؟!.
وعلى من انتصر النظام؟
هل انتصر على وطن مدمر بمدنه وقراه واريافه وآثاره وتاريخه وحاضره؟
ام انتصر على الشعب الذي قتل منه ٦٠٠ الف؟!.
او انه انتصر على ما تبقى من هذا الشعب فلم يسقط قتيلاً ومعوّقاً، انما دفع بنصفه الى التهجير والنزوح واللجوء؟!.
صحيح ان الذين استحوا ماتوا!