أهمية كبرى علّقت على لقاء الرئيس الاميركي ترامب ووزير الخارجية الروسي لاڤروڤ، أمس، في واشنطن، نظراً للقضايا المهمة جداً، على المستوى العالمي، خصوصاً في القضايا الساخنة وأبرزها حالياً الصراع الدموي في سوريا حيث الإنخراط الروسي كبير، وحيث الإنخراط الاميركي يتجه لأن يصبح كبيراً كذلك بتورّط جنود البحرية والمشاة، وليس فقط القصف بالطيران مع بلدان الإئتلاف الدولي.
وبدا واضحاً أنّ الحرب في سوريا استأثرت بكثير من وقت اللقاء بدليل أنّ ما قاله ترامب تناول سوريا غير مرّة، فهو قال إنّ هدفه الحالي هو وقف «المذابح المروّعة»، وأيضاً طالب ترامب الروسي بأن يمارس الضغوط على النظام السوري والقيادة الايرانية لكي ينضبطا ويسهما في الحلول التي هي قيد الدرس.
ولقد تكون الجولة الآتية التي سيقوم بها الرئيس ترامب الى المنطقة وروما هي أهم حدث منذ انتخابه رئيساً، فليس بالأمر البسيط أن يبدأ أولى زياراته الى الخارج بالمملكة العربية السعودية في وقت كان متوقعاً أنْ يزور الجارة المكسيك الغاضبة من قراره إقامة الجدار العازل على الحدود بين البلدين.
كما كان مرتقباً أن تكون الزيارة الأولى الخارجية الى لندن أو باريس، ومن ثم الى بعض بلدان الشرق الأقصى، ولكن ترامب أراد الزيارة الأولى الى المملكة العربية السعودية في ما يبدو محصّلة للمباحثات المهمة جداً التي عقدها مع ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض والتي تم التفاهم خلالها على نقط التوافق الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين.
والأهم أنّ ترامب سيشارك في أربع قمم خلال زيارته المملكة: القمة الثنائية مع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، والقمة الخليجية، والقمة العربية، والقمة الاسلامية.
وتأخذ الزيارة الأولى الخارجية الى المملكة، الارض التي نشأ فيها الإسلام الحنيف، دلالة ذات مغزى كبير في وقت يتمادى فيه الذين يحاولون التجنّي على الإسلام بالربط (كذباً ورياءً) بينه وبين الارهاب.
وهكذا يكون ترامب قد وجه من خلال هذه الزيارة رسائل عدة: الى المملكة بأنّ العلاقات متينة وثابتة.
والثانية الى دول الخليج العربي بأنّ واشنطن لن تتخلّى عن واجبها تجاه أي عدوان إيراني.
والثالثة الى العالم العربي كلّه بأنّ عليه أن يتضامن في مواجهة التحديات الكبيرة.
والرابعة الى العالم الاسلامي بأنّ أميركا ليس لها موقف مسبق من الإسلام، وأنها تفرّق بين الاسلام والارهابيين الذين يتمسحون بالدين.
وليس قليلاً أن تكون الزيارة الثانية الى القدس والثالثة الى حاضرة الڤاتيكان، أي أنّ الرئيس ترامب أراد أنْ ينطلق من المراكز الرئيسة للديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية… بأنّ ما يجب أن يقوم بين الأتباع هو حوار حضاري وليس تقاتلاً من أي نوع كان.
عوني الكعكي