Site icon IMLebanon

المهرّج والمجرم و»سرقة العصر»  

 

 

مهرّجاً كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد وقف الى جانبه المجرم بنيامين نتانياهو على منبر البيت الأبيض وهو يعرض «صفقة القرن» التي أراد منها تصفية قضية فلسطين تحت ادعاء كاذب بإقامة السلام في المنطقة… وطبيعي أن يصفقوا له، وأن يصفق لنفسه وأن يشارك نتنياهو في التصفيق.

 

إنّه المشهد الذي سيبقى علامة على الظلم والقهر والتعسّف والإستبداد وقوة الغلبة ضد أصحاب الحقوق… وهو المشهد الذي سيظل وصمة عار مرتسمة في الأفق الأميركي والعالمي عموماً، مع يقيننا بأنّ الشعب الفلسطيني لن يستكين، ولن يقبل، ولن يرضخ مهما تألبت قوى الشر عليه وعلى قضيته المحقة.

 

لا الرئيس الأميركي ترامب ولا أبوه ولا جدّه ولا جحافله كلها يستطيعون أن يفرضوا على الشعب الفلسطيني أن يتخلى عن وطنه، طالما أنّ هناك أماً فلسطينية واحدة تنجب أطفالاً في فلسطين.

 

وأذكر هنا تلك السيدة الفلسطينية التي استشهد أربعة من أبنائها على أيدي جيش الاحتلال الاسرائيلي التي قالت كلاماً مشابهاً…

 

ومن يظن أنّه بالقوة والتآمر تستطيع إسرائيل أن تفرض على الفلسطينيين أن ينسوا قضيتهم، هو حر الرئيس ترامب أن يفعل ما يريد إكراماً للوبي اليهودي صاحب القوة الكبرى في الولايات المتحدة.

 

ومن المضحك والمبكي أيضاً أن نستمع الى ترامب يتحدث عن السلام في الشرق الأوسط؟ أي سلام؟

 

هل السلام إغتصاب فلسطين وإلغاؤها بعد قتل وتهجير أهلها؟

 

وهل السلام بإقامة «حالة مسخ» يسمونها دولة فلسطينية ليس مسموحاً لها الجيش وقوى الأمن، فقط يسمح لها بالشرطة البلدية؟!

 

وهل السلام باعتبار أنّ الشعب اليهودي وحده من يحق له العيش بكرامة أما الشعب الفلسطيني وباقي شعوب العالم فلا يحق لهم؟

 

المؤامرة اليهودية تعود الى المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد في مدينة بازل السويسرية بزعامة تيودور هيرتزل في ٢٩ آب سنة ١٨٩٧، والذي طرح المعادلة التي عاد فتبناها مؤسس الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وهي أنّ إسرائيل تحل أزمة قائمة خلاصتها الزعم الكاذب بأنّ هناك أرضاً بلا شعب (أي فلسطين) وشعباً بلا أرض أي الشتات اليهودي.

 

وبالرغم مما قدّم العرب من التنازلات الكثيرة بدءًا بالسادات… الى اتفاق «وادي عربة» مع الملك حسين، الى ياسر عرفات… فإنّ إسرائيل لم تلتزم في يوم من الأيام بأي اتفاق.

 

الخطة الاسرائيلية هي تدخل في مفاوضات بادعاء أنها لا تريد شيئاً فتنتهي بأخذ كل شيء… والمثال ما جرى في «طابا» واتفاق «كامب دايڤيد»، استمرت المفاوضات خمس سنوات، وبالرغم من الاجتماعات المتكررة اضطرت مصر، وعن طريق مواطن مصري، أن تدفع ثمن الفندق الذي كان موضع الخلاف في «طابا»… إذ ادعى الاسرائيلي أنه بنى فندقاً هناك ولن يتركه… فتم دفع نفقات الفندق.