عزيزي رئيس أميركا دونالد ترامب ومعك البغيض الكريه بنيامين نتنياهو صفقة القرن التي أعلنتها بالأمس وكنت توزّع الغمز هنا وهناك، ومعك الدول العربيّة المخزيّة ـ بإذن الله ـ التي حضرت مؤتمرك وصفّقت لك، ملايين الفلسطينيين ومعهم العرب ـ ونحن منهم ـ نقول لك: صفقة القرن هذه «بلّها واشراب ميّتها»، إن استطعت لأنّ فلسطين ثقيلة جداً، لا تبلع ولا تعضم، 75 عاماً وإسرائيل راكمت الفشل فوق الفشل ولم تستطع أن تقضي لا على فلسطينيي الداخل الأبطال المرابطين المجاهدين، ولا على فلسطينيي الشتات، هذه أرضنا وبلادنا وقُدس أقداسنا.
عزيزي ترامب، أنت و»صفقة القرن» التي ابتدعموها لا تدخل في ضميرنا ولا ذمّتنا بثمن الحبر الذي كتبتموها به، حتى بنيامين نتنياهو الواقف إلى جانبك مصفّقاً لغبائك يصدّق «قرآننا» أكثر ممّا يصدّق وعودك، عزيزي ترامب نحن لا نصدّق أكاذيبك ، بل نؤمن ونصدّق بما جاءنا به كتاب الله العزيز، فقد وعد ربنا بني إسرائيل هؤلاء (نتنياهو ومن معه) فقال عزّ من قائل: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء /7].
عزيزي ترامب، «كم زخّة» صواريخ متلاحقة من غزّة على المستوطنات المحيطة ستجعلك تفكّر كثيراً في هذه الصفقة وجديّتها، هل شاهدت مرّة الإسرائيليين عندما ينفجر صاروخ بقربهم من دون أن يصاب أحد وهم ينقلون إلى المستسفيات بسبب انهياراتهم العصبيّة؟ أو هل شاهدت الصبيّة أو الفتى الفلسطيني الذي يحمل فقط سكيناً ويقوم بتطويقه عشر جنود مدججين بالسلاح وبدروع الحماية، هذا شعب وشباب وأطفال وأمهات وجدّات وشجر زيتون لا يقهر، عزيزي ترامي: تبّاً لك ولنتنياهو، جرّبوا وستريان أنتما الإثنان ما يخبّئه الشعب الفلسطيني دفاعاً عن مقدّساته.
أين أنت يا سلطاننا عبدالحميد الثاني، يا «حميدنا» رفضت بيع القدس طردت تيودور هرتزل تآمر عليك اليهودي الذي آوت تركيا عائلته الهاربة من إرهاب أوروبا واضطهادها لهم إيمانويل كاراسو خانك وتآمر عليك مع الاتحاد والترقي، مثلما تآمر عليك أجداد الحكام العرب من الشّريف حسين» وهلمّ جراً باعوا فلسطين لليهود مقابل ملك موعود، ألا تبّاً لهؤلاء الأجداد الخونة، وتبّاً لأحفادهم الخونة الذين يقفون اليوم خلف ترامب لم يعلن بعد أسماء الجميع، ولكنهم جميعاً عقدوا مؤتمرهم في البحرين لتأمين 50 مليار دولار ثم الدولة الفلسطينية في صفقة القرن، ألا تبّاً لكم، بعتم في الأوّل وتبيعون في الآخر، وكبيركم لا يُشري بقرشين في لو عرض في سوق نخاسة!!
عزيزي ترامب ومن ورائك البغيض الكريه نتنياهو، نحن نصدّق وعد الله الحيّ القدّوس فقد وعد بنو إسرائيل ـ ومعهم نتنياهو طبعاً ـ في سورة الإسراء فقال عزّ من قائل: ﴿وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ (يعني جميعا) [104]، وفي الحديث النبوي الشريف روى الإمام أحمد من حديث مَيْمُونَةَ، مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: أَرْضُ الْمَنْشَرِ، وَالْمَحْشَرِ، ائتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ، أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ: فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيه» [ورواه ابن ماجه، والطبراني في الكبير]، والآن قبل الغد على كلّ الحكام العرب أن ينظّموا بالتعاون مع الأردن تفويج الحجيج من المسلمين والمسيحيين إلى أرضنا المباركة المقدسة، لن يحمي المسجد الأقصى والقدس سوى مشاركتنا لأهلها بالمرابطة في مقدساتنا في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ولنرى عندها ماذا سيفعل نتنياهو ودونالد ترامب بأوراق صفقة العصر الثمانين، بصراحة «من المخجل أن نقول لهما ماذا يفعلان»!