IMLebanon

بلا أخلاق  

 

 

لا شك في أنّ أميركا هي اليوم سيّدة العالم لأنها الأكبر عسكرياً وتقنياً وعلمياً ومالياً… فيها أهم صناعات العالم، وهي الأولى في مجال التكنولوجيا.

 

أمام هذا الواقع يفترض أن يكون فيها أهم رئيس في العالم.

 

وفي عودة الى التاريخ غير البعيد كان الرئيس جون كنيدي من أهم وأعظم الرؤساء في العالم، وشقيقه وزير العدل روبرت كان شخصية بارزة… وتبيّـن أنّ الشقيقين الاثنين كانا يعشقان الممثلة، نجمة هوليوود المتألقة مارلين مونرو رمز الإثارة والأنوثة، وقد عرّف الاثنين عليها صهرهما (زوج شقيقتهما)… وقيل الكثير حول وجود مارلين جثة هامدة في «بانيو» شقتها، وأعلن رسمياً أنها عملية إنتحار، ولكن المعلومات غير الرسمية أكدت أنها قتلت على يد المخابرات الاميركية بعدما بدأت علاقة الرئيس فيها تسيء الى أمن الدولة وخشية حصولها على معلومات خطيرة قد تسربها حتى من دون إرادتها، ومعلوم أنّ الرئيس كنيدي قتله لي هارڤي اوزولد، أما قاتل شقيقه روبرت فهو الفلسطيني سرحان بشارة سرحان… علماً أنّ الحقيقة في مقتل الرئيس لا تزال ضائعة وخاضعة للشائعات.

 

وقصة الرئيس بيل كلينتون مع الموظفة المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي شغلت العالم وكادت أن تطيح الرئيس لو لم يعترف بالعلاقة الجنسية بينه وبينها وما رافق افتضاح أمر تلك العلاقة بواسطة إسرائيل التي كانت تحتفظ بأحد فساتين مونيكا وعليه «آثار» الرئيس؟!.

 

أما الرئيس رونالد ريغان فانتقل من استوديو التمثيل الى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض… ولكنه كان أهم رئيس أنعش الاقتصاد الاميركي ومهّد لسقوط الاتحاد السوڤياتي، ووجه انذاراً (خلال المعركة الانتخابية) الى إيران بأنه سيلقنها درساً لن تنساه إذا لم تنهِ احتلال السفارة الاميركية بواسطة الحرب الثوري… فما أن أُعلن فوزه في الانتخابات حتى ارفضّ محاصرو السفارة ومحتلوها، وأخلوها على الفور.

 

وأما جورج الرئيس جورج بوش الأب فكان رئيساً مهماً واتخذ مواقف بارزة لجهة دفع صدام حسين الى الانسحاب من الكويت، فكان رد فعل صدّام أنه وضع صورة كبيرة له في مدخل فندق الرشيد في بغداد بحيث لا يستطيع أي رئيس أن يدخل بهو الفندق من دون أن يدوس على صورة بوش المرسومة بالبلاط السيراميك.

 

وأما جورج بوش الابن فكان «مهزوزاً» وهو الذي أصرّ على غزو العراق عام ٢٠٠٣ بدعوى أنّ صدّام يمتلك أسلحة دمار شامل ويأوي الارهابيين المتطرفين (…) بالرغم من أنّ مدير «سي.أي.ايه» أكد له أنّ هذه مجرد أكاذيب لكنه أصرّ على الغزو الذي كان مأساة كبيرة لا تزال تداعياتها حتى الآن(…).

 

الرئيس باراك أوباما ربما كان الأسوأ في حق العرب وقضاياهم، ولم يبزّه سوى دونالد ترامب، فهو الذي وفر الظروف لبقاء بشار الأسد وعزز الوجود الايراني في المنطقة من خلال سياسته المترددة، وقدّم، بهذه السياسة سوريا الى روسيا محققاً لها حلماً مزمناً منذ بطرس الأكبر بِـ»المياه الدافئة» في شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط…

 

ونعود الى الرئيس دونالد ترامب الذي كرّس ضياع فلسطين فاعترف بالقدس عاصمة «أبدية» لإسرائيل، وأيّد ضمّها الجولان المحتل، وطلع أخيراً بـ»صفقة القرن»، صفقة الشؤم… ويكاد المرء، على صعيد آخر، أن يصدّق أنّ رئيس أميركا يعامل امرأة مثل السيدة الرصينة بيلوسي رئيسة الأكثرية في مجلس النواب الاميركي كما عاملها رافضاً أن يصافح يدها الممدودة إثر إلقائه خطاب «أحوال الأمة» فتجاهلها حال قد لا يقدم على مثلها سوى فاقدي الأخلاق.

 

عوني الكعكي