ترامب يتبنى موقفاً أكثر صلابة من أوباما في المواجهة المباشرة مع إيران
لبنان عُرضة لتصعيد غير مسبوق بين واشنطن وطهران.. وعقوبات مؤلمة قد تنتظره
تقارير أميركية وردت إلى مسؤول كبير عن توجهات واشنطن تجاه لبنان لا تبعث على التفاؤل
يشبّه مسؤول كبير حال البلد، هذه الأيام، بالعربة التي يشدها حصانان، واحد من الأمام وواحد من الخلف، فيما السائس في حيرة.
ويرى المسؤول أن التحديات تتراكم من أكثر من جهة ومكان، إقتصاديا وسياسيا ومعيشيا وأمنيا، فيما يظهر التقليديون من السياسيين لامبالاة تجاه الحاجات الملحّة، ما عدا مكاسبهم في مجلس النواب العتيد.
ويحضّ على أهمية أن يعي هؤلاء التقليديون المخاطر المحيطة، وخصوصا في ضوء التغيرات الجيواستراتيجية المتوقعة على مستوى الإقليم مع تبدّل مراكز الثقل السياسي من عاصمة الى أخرى، والمقاربة الأميركية المتوقعة للشأن اللبناني، وهي تحمل على ما يظهر الكثير من الحذر.. والحزم.
ويستند المسؤول الى تقارير ترده عن توجهات اميركية محتملة تخص لبنان ولا تبعث، على التفاؤل.
في واشنطن، ثمة من ينظر الى لبنان من منظار انه «ساحة للنفوذ الإيراني، حيث يلعب «حزب الله» دورا بمقاسات كبيرة، مع الإشارة الى أن حزب الله يمثّل عصب الشيعة الذين يمثلون 27% من تعداد سكّان لبنان وفق تقديرات وكالة المخابرات المركزية CIA. والحاصل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى الى إسترجاع لبنان من التأثير الإيراني، أو عزله في أضعف الإيمان، وهو ما يخشى اللبنانيون أن يدفعوا ثمنه في نهاية المطاف».
وتنظر واشنطن الى «حزب الله» على أنه «تحوّل واحداً من القوات العسكرية الأشد هولا في الشرق الأوسط نتيجة السنوات الخمس الأخيرة من القتال الشرس في سوريا، وأقوى بكثير من الجيش النظامي متعدد الطوائف في لبنان، مع العلم أن الحزب كان الميليشيا الوحيدة التي خرجت من الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) بترسانة كاملة وسليمة. وهو جزء قوي من الحكومة».
ويشير التقرير الذي بحوزة المسؤول اللبناني الى أن «إدارة باراك أوباما التي كانت على بينة من دينامية السلطة المعقّدة في لبنان، اختارت عدم مواجهة نفوذ حزب الله مباشرة. بدلا من ذلك، عملت على دعم بناء مؤسسات الحكومة اللبنانية المركزية، ولا سيما الجيش، على أمل أن يصبح يوما ما، أقوى من الميليشيات المدعومة من ايران. لكن الرئيس ترامب تبنى موقفا أكثر صلابة في المواجهة المباشرة مع إيران وحلفائها. وهو شدد في بيان مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاسبوع الفائت، على ضرورة «مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها.»
ويلفت التقرير الى ان «حزب الله هو إلى حد بعيد أهم وكلاء الإيرانيين الإقليميين، وتزامن إنتقال الحكم في واشنطن تماما مع إفادة حزب الله من الانتصارات التي حققها والنظام في سوريا، ومع وصول سلطة جديدة غير مسبوقة في لبنان، مما جعل الحزب يتصرف الى حد بعيد على أنه صانع القرار الرئيسي في لبنان».
ويتحدث عن «آليات عدة في عُهدة إدارة ترامب، في حال أرادت الضغط على لبنان وعلى الحكم الجديد فيه، من إستهداف المصارف الى تقليص التمويل المخصص للجيش، الى جانب وجود 1.5 مليون نازح سوري يعيشون فيه».
ويكشف أن «الإدارة الأميركية الجديدة لم تتواصل بعد في هذا الشأن مع السلطات اللبنانية السياسية أو المالية، لكن من غير المستبعد أن تبادر الى ذلك قريبا بغية تنفيذ هذه الإجراءات، رغم أن لبنان أقرّ كل التشريعات المالية التي طلبتها واشنطن في السابق، وأنشأ ضوابط صارمة للتأكد من أن إيران وحزب الله لا يستغلان النظام المصرفي اللبناني للقيام بنشاطات غير مقبولة أميركيا، علما ان 65% من الودائع في المصارف اللبنانية هي بالدولار الأميركي».
وينبّه التقرير الى حقيقة أن «لبنان سيكون عرضة إلى تصعيد فريد وغير مسبوق بين الولايات المتحدة وإيران. ونظامه المصرفي قد يتعرّض إلى إجراءات مالية يمكن فرضها بسرعة وبشكل مؤلم».