قد يكون بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل من أوائل كبار المسؤولين في العالم الذين سيزورون واشنطن بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. الموعد المحتمل للزيارة وشيك في شباط / فبراير المقبل. وقد لا تكون نيّة الاستعجال بعقد هذا اللقاء واحدة لدى الطرفين. ومن ناحية واقعية، فان شعارات العهد الجديد في أميركا، ليست متطابقة مع شعارات حكومة المتطرفين في اسرائيل. واذا كان الرئيس ترامب يعمل تحت شعار أميركا أولا، فان نتنياهو وزمرته من كواسر اليمين المتطرف الصهيوني، يعملون بوحي الشعار النازي: اسرائيل فوق الجميع، تيمّنا بالشعار الهتلري المانيا فوق الجميع!
هذا اللقاء المبكر بين الرجلين، لا يخلو من هواجس باطنية غير معلنة. والرئيس ترامب الذي لا يحتاج الى تأكيد انحيازه الحار الى اسرائيل من أحد، يريد أن يفعل ذلك على طريقته، وربما ان يكون من معالمها التدرج في الخطوات، وصولا الى النهاية المأمولة لدى الطرفين، وهي تصفية القضية الفلسطينية وفلسطين ككل، في هذا العهد الأميركي الجديد. في المقابل، فان نتنياهو يريد هو وزمرته، أن ينال هذا الدعم المصيري في أسرع وقت ممكن، ودفعة واحدة، وعلى طريقة اذا كان حبيبك من عسل، فالعقه كله بملعقة واحدة!
غطرسة نتنياهو الممجوجة والمنفرة دفعت به الى مناوءة الرئيس السابق المنتهية ولايته باراك أوباما، من موقع الندية حينا، وموقع التعالي عليه حينا آخر، ومنافسته على حيازته الأكثرية في الكونغرس أكثر من الرئيس الأميركي نفسه! هذا على الرغم من أن الخلاف بين الرجلين لم يكن على تأمين مصالح اسرائيل، وانما بسبب كيمياء مفقودة بينهما، وكان لها الطابع الشخصي، وإن تمّ تغليفها بعناوين أكبر مثل النووي الايراني! وحتى دونالد ترامب لديه من العنجهية الشخصية ما يجعله يتخوّف من شراهة اسرائيل، ومن تصوير رئيس الولايات المتحدة كتابع لها، وتصوير ترامب نفسه وكأنه فرق عملة في جيب نتنياهو!…
اللقاء المرتقب بين الرجلين سيكون بمثابة دوزنة العمل والمراحل بينهما. ومع ذلك فهو من أكثر الأسباب اثارة للقلق لدى العرب والعالم الاسلامي، نظرا لشهيّة اسرائيل المفتوحة على الاستيطان، ونقل السفارة الى القدس!