IMLebanon

من نجاة الكابوي إلى صدمة «المجرم».. تحالف أرعن شرير يتحكم بمصائر البشر والحجر!

 

 

في لحظة إقليمية – دولية، بدا فيها المشهد العام قاتماً وداكناً، تبدَّل اهتمام الكوكب، وراح العالم، عبر الوكالات، ومحطات الفضاء، ومواقع التواصل، وكل أشكال النعمة – النقمة الإلكترونية. قالت الوسائل: تعرَّض الرئيس الأميركي السابق، والمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال في مهرجان انتخابي في ولاية بنسلفانيا الأميركية، شاهد المتابعون ترامب يخبئ رأسه وراء طاولة كان من ورائها يلقي خطابه على طريق الرئاسة محاطاً بحراس شخصيين وسريين، ثم ينهض منسحباً من المهرجان، وهو يرفع قبضته، مزمجراً، ومحتداً، وغاضباً، وربما متوعداً.. لنتابع الأخبار حول مطلق النار مجهول الهوية، قُتل لم يُقتل، قتل شخص آخر، أخبر البيت الأبيض.. الخ معزوفة المتابعات لاستهداف «الكابوي» الأكثر خطورة في المشهد الأميركي، والآتي على حصان «الثأر والانتقام» في سباق، ربما هو الأخطر في سبيل الوصول إلى سدة القرار في البيت الأبيض.

قبل الحادث الهوليودي هذا، كانت وسائل الاعلام والتواصل إياها تنشغل بأفعال «المجرم الآخر» بنيامين نتنياهو، الذي ينام ويستيقظ على ويلات أهل قطاع غزة: أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباناً، بات «القتل الفظيع» هاجسه اليومي، لإنقاذ دولة الاحتلال من المصير المجهول، بعد العملية البطولية المعروفة «بطوفان الأقصى» وفي محاول مكشوفة ومفضوحة لاغتيال مفجر العملية المعروف بـ «محمد ضيف»، والذي تبحث عنه اسرائيل منذ أيام شيمون بيريز عندما كان رئيساً لحكومة الاحتلال آنذاك قبل اتفاقيات اوسلو وبعدها..

في غزة، ردّ الكيد الى نحر صاحبه، واكتفى نتنياهو (بنيامين) رئيس وزراء دولة الاغتصاب بالنشوة على مذبح  مئات الأطفال والنساء والشبان والشيوخ الذين سقطوا، وتقطعت اجسادهم اشلاء بقوة القذائف الذكية الأميركية الصنع، من زنة 2 طن وأكثر، في محاولة لاغتيال ضيف ومعاونه، وفقاً للرواية الاستخباراتية الصهيونية.

مشهد «الكابوي» الأميركي، وهو يضع يده على أذنه التي أصيبت بالرصاص كان معبراً، أصر الناجي من الموت أمام مناصريه على القتال دفاعاً عنه، وعن رأس المال العالمي المتوحش، وعن الشركات الطاغية على كل شيء عبر امتداد القارات والمحيطات.

دلَّت رسالة النار على ترامب على أن هذا المشهد كريه، وغير مقبول في الولايات المتحدة للعودة الى البيت الأبيض، بصرف النظر عن مسرحيات الديمقراطية الأميركية، والتباهي بدولة المؤسسات والدستور الأميركي، غير القابل للإنتهاك.

تميّز «الحدث الهوليودي» الناري بقوة الدلالات على صعود التطرُّف ومخاطره في المجتمعات الصناعية، على خلفية الضعف الفاضح للشخصية التي تحولت مدعاة للسخرية في الولايات المتحدة والعالم، بقوة الاخفاقات والهفوات والذاكرة الملعونة لجو بايدن، الذي يصرُّ على هزيمة ترامب في صناديق الاقتراع مرة أخرى، وهو الأمر الذي لا يشاطره فيه الإعتقاد أو الرأي من أركان حملته السابقة، سواء على مستوى الرئيس «الديمقراطي السابق» باراك أوباما او رئيسة مجلس النواب السابقة بيلوسي، أو غيرهما من اركان الحزب الديمقراطي، الذي بات يعيش حمئة الهزيمة أمام ترامب، إذا بقي مرشحه بايدن، العجوز، الذي يبدو «أبلهاً»، وكأنه يؤدي دوراً مسرحياً، مضحكاً على خشبة التنطح لإدارة السياسة الدولية لبلاده.

وبصرف النظر عن كلام بايدن أن لا مكان للعنف في الولايات المتحدة، وأنه يصلي من أجل ترامب، نقل عن حليف ترامب الأشد خطورة في اسرائيل والشرق الاوسط نتنياهو انه «صدم» من الهجوم.

تعرض «المجرم الصهيوني» الأول نتنياهو لعدة صدمات في يوم واحد: صدم من نجاة «القائد الفلسطيني» الشجاع، محمد ضيف، وصدم من الهجوم على ترامب (أم صدم من نجاته).. وصدم من تعثر مشروع الحرب على غزة وأهلها..

القضية الأشد خطورة هي: لِمَ يغرق العالم بأسره بمشهدية القتل، غير المسبوق بالتاريخ، في ظل تحالف بالغ الخطورة، بات يشكل خطراً جدياً على الاستقرار، ليس في إقليم بعينه أو قارة بحدّ ذاتها، بل على مستوى العالم ككل..

المسألة تتعدى التحالف: «اليهودي- البروتستنتي» الذي يتحكم بالحضارة، ويهدّد الحضارة البشرية بالإفناء، بل بطبيعة التحالف بين دولة الاحتلال في فلسطين، التي أفرزت أبشع وأخطر القيادات في تاريخها (تحالف اليمين المتطرِّف) والولايات المتحدة التي تتصرف في ادارة العالم على أن البشر وبلدانهم، «قطعان في غابة» عليها ملؤها بالسلاح وحاملات الطائرات والقنابل والصواريخ العابرة للقارات، وكل تكنولوجيا التجسس وجمع المعلومات، وأساليب البطش والغدر والقتل، بلا حساب.

على الأرض، الوضع يختلف على النيات والبيانات، وعلى تفاعلاته ومتغيراته، تتحدد القضايا المعقدة، والثابت لتاريخه انه في عالم الذئاب الكاسرة، لا مناص من التحسب والاستعداد وإمعان البصيرة في التقليل، من الخسائر ووقف الانهيارات في هذه المنطقة التي تحولت لحقل تجارب للمغامرات والمخاطر والإهمال؟