IMLebanon

محاولة اغتيال ترامب: تجهيل المخطط

 

 

صباح أمس الباكر بادرتُ الى الاتصال بالديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق للتداول في أبعاد محاولة اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق، المرشح الرئاسي الحالي، دونالد ترامب. بادأني الصديق قبل التحية بالقول: كنتُ على وشك أن أهاتفك لنستحضر معاً ما كان موضوعَ حوار تبادلناه في الشتاء الماضي حول التنافس الرئاسي الأميركي، يومها نقلتَ كلامي (معرّباً) بحذافيره، كعادتك، لاسيما ما توقعتُه للرئيس السابق، وأرغب إليك أن تستعيده في مقالتك الآتية. فقلت له: إن ما قلتَه لي في ذلك الحين، سأنشره مجدّداً، واسمح لي أن أهنئك على صوابية ما ذكرته، وكأنك كنتَ تقرأ في كتاب.

هنا الفقرات من كلام الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق التي قالها لي قبل بضعة أشهر:

(…) «وأنا على يقين بأن المنافسة الانتخابية بين الرئيس الحالي جو بايدن وسَلَفه دونالد ترامب ستكون غير تقليدية، وربما سيدفع ترامب ثمناً غالياً فيها، والمعطيات المتوافرة لي ولحكومتي تكشف لنا عن أن ترامب سيكون الفائز فيها اذا سارت الأمور طبيعياً».

هنا قاطعته، في حينه، مستوضحاً إياه ما يقصد بالمسار الطبيعي للأمور، فأجابني بالحرف الواحد: إذا لم يتعرض أحد المرشّحَين للاغتيال، وأضاف: أقصد إذا لم يتعرض ترامب للاغتيال. وأذكر أنني سألته: ولماذا ترامب وليس بايدن فأجابني (وهنا أقتبس كلامه حرفياً): «لأن الدولة العميقة، في الولايات المتحدة، لا تحتمل رئيساً على علاقات جيدة بفلاديمير بوتين، بينما هي تشغله بحرب أوكرونيا، ولأن مصانع الصلب الأميركية تريد مواصلة إنتاج الأسلحة وبالتالي إضرام نيران الحروب، ولأن ترامب لديه قدرة على فتح حوار أكثر تكافؤاً مع الصين، أما لماذا ليس بايدن مستهدفاً فلأنه موجود وغير موجود في آنٍ معاً».

وأخطر ما ورد على لسان الصديق إياه القول الذي أستعيده هنا وهو: «لستُ نبياً ولا أدّعي قراءة الغيب، فقط أنا أقرأ في ما لديّ من معطيات، لأتوقع أن يُقدِم أحدهم على إطلاق النار على ترامب خلال مهرجان حاشد يكون (ترامب) على المنصة يلقي خطاباً في أنصاره فيرتاح منه الكثيرون وبينهم جماعات مؤيّدي الإجهاض والانفلاش الاجتماعي وأعداء الكنيسة على مختلف اتجاهاتهم. ولا أستبعد أن يلاقي ترامب مصير جون كنيدي ليس في الاغتيال فحسب بل أيضاً في تجهيل المخططين من خلال قتل المنفذ قبل أن يمثل أمام القضاء».

هذا ما قاله الديبلوماسي الأوروبي الغربي قبل أشهر، وكأنه كان يقرأ في كتاب. مع مفارقة أن القذيفة حادت ملليمترات قليلة فلامست وجه ترامب ولم تخرقه.