من الأسئلة الأساسية التي يطرحها أي لبناني على نفسه، بعد نتائج الإنتخابات في الولايات المتحدة الأميركية:
ماذا يمكن أن يفعل الرئيس الأميركي الجديد للبنان؟
السؤال نابع من عدة اعتبارات أبرزها:
إنَّ لبنان، في وضعه الحالي، يحتاج إلى مساعدةٍ من أيٍّ كان.
إنَّ الولايات المتحدة الأميركية، بصفتها الدولة العظمى، ينظر إليها العالم كيف ستوزِّع اهتماماتها على الدول.
إنَّ الملفات اللبنانية لا طاقة للبنان على معالجتها بمفرده، بل إنّه يحتاج إلى مساعدة دول قادرة كالولايات المتحدة الأميركية.
لكن كل ذلك لا يُعفي اللبنانيين من متابعة ما وعد الرئيس الأميركي الجديد شعبَه بتحقيقه، لعلَّ في ذلك عبرة.
يقول ترامب أنَّ الرجال والنساء المنسيين في هذا الوطن لن يبقوا كذلك، سنواصل إصلاح مدننا وطرقنا ومستشفياتنا ونعمل على تشغيل الملايين، وسنعزِّز البنى التحتية.
حين يتحدث رئيس أعظم دولة في العالم عن إصلاح الطرقات والمستشفيات وإيجاد فرص عمل لشعبه، فهل نتعلَّم منه؟
بالتأكيد الطرقات في الولايات المتحدة أفضل من طرقاتنا، ونُظم الإستشفاء متقدمة على نُظُمِنا، والعمل على إيجاد فرص عمل جديٌّ أكثر مما هو متوافر عندنا، ومع ذلك يقضُّ مضاجع الرئيس الأميركي الجديد الإهتمام بهذه الملفات، فهل نتَّعظ ونباشر العمل بما يهمُّ الناس؟
وعد ترامب بالعمل مع إدارته من أجل التوصل إلى خطة اقتصادية تستحدث 25 مليون وظيفة خلال عشر سنوات، كما وعد بخفض الضرائب، هذا ما يهمُّ المواطن الفرد، أما القضايا الكبرى والإستراتيجية، في علاقة واشنطن بدول العالم، فيتركها المواطن الأميركي لقادته.
في لبنان يحصل العكس، المواطن العادي يتلهى بوضع الإستراتيجيات الكبرى ومناقشتها، فيما هو لا يملك طريقاً سليمة أمام منزله أو تياراً كهربائياً ليتمكن أبناؤه من إكمال فروضهم المدرسية.
أدار ترامب حملة انتخابية غير تقليدية تماماً، لكن اتضح أنَّه كان يعرف أكثر من جميع الخبراء.
أمضى ترامب وقتاً كبيراً بين الجماهير أكثر من متابعة استطلاعات الرأي.
وعد ترامب تحفيز الإقتصاد وحماية الأميركيين، وبالعمل مع الكونغرس من أجل طرح وإقرار خطة اقتصادية تستحدث 25 مليون وظيفة خلال عشر سنوات، ولا سيَّما من خلال خفض كبير للضرائب على الطبقة الوسطى والشركات.
وفي سياق خططه أيضاً، يُذكَر أنَّه كان لوَّح بإلغاء قانون الضمان الصحي المعروف بإسم أوباما كير، وهو المشروع الأبرز للرئيس باراك أوباما لتأمين تغطية صحية للجميع، وقد واجه انتقادات كثيرة لأنّه ترافق مع زيادة في أقساط التأمين لعائلات الطبقة الوسطى.
نحن كلبنانيين، ليس علينا إقتفاء آثار الرئيس الأميركي الجديد، فهذه مهمة الأميركيين، لكن ما علينا القيام به هو حث المسؤولين عندنا أن يضعوا سُلَّم أولويات خدماتية، فماذا يطلب اللبناني أكثر من توافر التيار الكهربائي والمياه والإستشفاء والتعليم، أعطوه هذه الخدمات وخذوا منه ما يُدهش العهد.