IMLebanon

ترامب يعود لعصر الرعاة ويشهر عصاه على العالم!

 

بلغت الولايات المتحدة الأميركية ذروة انتصارها في عهد الرئيس جورج بوش الأب مع تفكك الامبراطورية السوفياتية وانهيارها في مطلع تسعينات القرن الماضي. وبعد نحو ربع قرن ونيّف تبلغ الولايات المتحدة ذروة انحطاطها مع الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب! انتصرت أميركا على أعدائها وحلفائها معا في العالم، بعبقرية الفكر المخطط الاستراتيجي بعيد المدى وتفوق التناسق في استخدام القوتين الناعمة والخشنة مدعومتين بالوحش الأعظم للقوة الاستخبارية المتفوقة والمتغلغلة في مفاصل العالم. الرئيس ترامب يعود بأميركا والعالم اليوم الى عصر الرعاة، ويشهر عصاه في مواجهة أمم العالم ودوله ويهش بها على غنم البشرية! وهذه هي الصورة التي عممتها على الكوكب المندوبة الأميركية في منظمة الأمم المتحدة نيكي هايلي عندما صرحت بأن الرئيس الأميركي ترامب طلب منها تسجيل أسماء الدول التي ستصوت مع مشروع ادانة قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وذلك بهدف جلدها بالعصا، وقطع المساعدات الأميركية عنها!

 

احتاجت الولايات المتحدة الأميركية الى مئات من السنين لتصل الى القمة وتتبوّأ سدّة القوة الأعظم في العالم… ولكنها اليوم تبدأ رحلة انحدارها السياسي والأخلاقي والانساني بقوة متسارعة لا تتجاوز العشرات من السنين. وبدأت رحلة الهبوط هذه على المقلب الآخر من القمة مع الرئيس جورج بوش الابن، وتسارع الهبوط مع الرئيس الحالي دونالد ترامب. وكان المسبّب الأول لهذا الانحدار في الحالتين هو العامل الاسرائيلي الصهيوني. ذلك ان بوش الابن وقع ضحيّة فكر المحافظين الجدد الذين يمثلون موجة ال نيوصهيونية في أميركا، وأخذ بنظرياتهم التي تضع البيض الأميركي كله في سلّة واحدة هي سلّة اسرائيل، والتوجه الى ضرب مراكز القوة العربية المعادية لاسرائيل انطلاقا من العراق. وسياسة الرئيس أوباما الخبيثة تحوّلت الى ضرب قوة الحلفاء العرب أيضا واضعافهم، فكانت حرب اليمن، وسبقتها الحرب في سوريا. ثم جاء ترامب ليحكم بغرائزه الساذجة وتفكيره المسطّح فسقط في فخّ الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونال الصفعة التي وصفتها ممثلته في الأمم المتحدة بأنها اهانة لا تنسى… وسينال ترامب وادارته صفعة ثانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة…

والانحدار الأميركي مستمر على المنزلق الاسرائيلي الصهيوني!