ترامب ذاهب الى الحرب بينما المحاربون راجعون منها. الغلط في تكوين شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو انه يظنّ نفسه أذكى من غيره: من دخل منهم الى البيت الأبيض، ومن بقي خارجه! في حين أن غالبية من السياسيين والناخبين يشككون في أهليته للقيادة، والبعض يشكك حتى بتوازنه العقلي والنفسي! وبعض من بهرهم بحملته الانتخابية العنصرية المرشح الأشقر خلفا للرئيس الأسمر!، ينظرون الى نتائج ادائه الرئاسي حتى الآن، ثم يهزّون رؤوسهم أسفا وندما!
كانت ايران هي الحبّ الأول لأميركا في الشرق الأوسط في زمن الشاه محمد رضا بهلوي، وقبل قيام كيان الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. وانتقل الحبّ الأول الأميركي الى اسرائيل بعد ذلك، وتحوّل حبّ ايران الشاه الى كراهية وعداء وغضب بعد سقوط الشاه واعلان الجمهورية، واستمرت الحال على هذا المنوال الى يومنا هذا. ولم يكن الرئيس السابق أوباما أقلّ كرها لايران ممن سبقوه أو عاصروه، ولكنه رأى أن من المصلحة الأميركية أولا، وضع قيود في يدي ايران بالاتفاق النووي بموجب قرار دولي، وليس كاتفاق ثنائي فقط…
في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لم يأت التهديد النووي من ايران المقيّدة بأصفاد بالاتفاق المعروف ب ٥١، وانما جاء من كوريا الشمالية! وعندما توهّم ترامب انه باطلاق تهديداته بازالة كوريا الشمالية عن الخريطة، سيجعل الزعيم الكوري الشمالي يرتجف جزعا ويتراجع، حدث العكس! وردّت كوريا الشمالية على التهديد باخراج ما سمّته ب القنبلة الهيدروجينية من جعبتها، وأعلنت عن تفجيرها، في صفعة للرئيس الأميركي ترامب لم يكن يتوقعها. وكان ردّ فعله مذهلا… فهذا الطاووس الأميركي المتعجرف والمغرور، لفّ ذيله بين قائمتيه، وتحوّل عن كوريا الشمالية، وأخذ بالصراخ في اتجاه ايران والتهديد بإلغاء الاتفاق النووي… وظنّ أن ضجيجه الايراني هذا يصرف نظر العالم عن تراجعه أمام كوريا الشمالية!
فلول داعش في العراق وسوريا تلفظ أنفاسها الأخيرة. واستعاد العراق كركوك دون اطلاق رصاصة واحدة، وكل شيء يوحي بأن زمن عودة المقاتلين من الحرب بعد القضاء على الارهابيين، لم يعد بعيدا… فعن أية حرب يرغب ترامب في اشعال فتيلها؟