IMLebanon

ترامب ليس اوباما

 

يبدو أنّ آية الله علي خامنئي وصل الى العمر الصعب حيث لا يعود الإنسان قادراً على العطاء، وانطلاقاً من ذلك فإنّ الذي يملك السلطة، أي القوى العسكرية وبالذات قادة الحرس الثوري، هم الذين يحكمون إيران اليوم وهم أصحاب القرار وأصبح آية الله علي خامنئي مجرّد صورة يتلطّى وراءها “الحرس” لأنّ الحاكم الفعلي الآن هم الحرس.

 

ويبدو أنّ عناصر الحرس الثوري مثلهم مثل معظم الأشخاص الذين يحكمون بمفهوم الثورة وأنهم يتحدّون الطبيعة بقوة الدين مثلما كانوا يفعلون في الحرب مع العراق حيث كانوا يلبسون أكفانهم ويذهبون الى القتال ظناً منهم بأنهم بالإستشهاد سيصعدون الى الجنّة وأخذوا يتفنّون ويفصّلون عدد الفرق في الجنّة.

ولو عدنا الى بداية الثورة يوم حاصر الحرس الثوري السفارة الأميركية واستمر الحصار 444 يوماً… لو يتذكرون كيف هربوا من المحاصرة وتفرّقوا مثل “حص ملح وداب”؟ يومها فقط تصريح من المرشح الرئاسي رونالد ريغان بأنّه إذا فاز بالانتخابات لن يسمح بأي حصار للسفارة ولو ليوم واحد وأنّه، مهدداً: لو بقيت السفارة محاصرة فإنّه سيمحو طهران من الوجود.

نذكّر بتلك الحادثة لأنّ قادة الحرس الثوري يظنّون أنّ الرئيس الاميركي الجديد مثل سلفه أوباما الذي بقي يفاوض الايرانيين عشر سنوات حول المفاعل النووي وهذا حصل مرة واحدة في التاريخ بسبب أنّ مجموعة من الايرانيين كانوا يعملون مع زوجة أوباما السيدة ميشيل في مكتبها للمحاماة وكان لهم تأثير على قرار أوباما وبفضلهم أصبحت أميركا دولة ثانية بينما كانت الأولى والأحادية.

اليوم الرئيس دونالد ترامب، وبعد اجتماعات مع العسكريين ومع C.I.A، وجه أكثر من رسالة الى إيران مباشرة واعتبر أنّ الحرس الثوري مجموعة إرهابية مثل “داعش” لا فرق بينهما وكما حاربنا ونحارب “داعش” علينا أيضاً أن نحارب الحرس الثوري وحلفاءه خصوصاً “حزب الله” لأنهم يمارسون إرهاباً في العالم العربي وفي أنحاء مختلفة من العالم في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية.

الرئيس الأميركي مصمّم على استعادة أميركا دورها الكبير ولن يسمح لإيران ولكوريا الشمالية أن تخرجا عن الطريق وأن تقفا في وجه الزعامة الاميركية.

أيام صعبة ودقيقة تفصلنا عن القرار الاميركي الذي أصبح قريباً فقد مهّد له ترامب أمس بموقفه من “النووي”، وكل تصريحات الحرس الثوري و”حزب الله” التي تتحدّى أميركا أو كلام السيّد حسن نصرالله الأخير الذي يهدد إسرائيل… هذه التصريحات كلها لن تنفع… وهنا لا بد أن نتذكر الرئيس صدام حسين وكيف كان يهدّد أميركا وطبعاً خلال شهر واحد من قصف الطائرات الاميركية للعراق سقط الجيش العراقي الذي حارب الايرانيين 8 سنوات…

لذلك فالكلام عن صواريخ وعن تهديد موجّه لإسرائيل وقول السيّد للإسرائيليين اهربوا إذ يمكن ألاّ يكون عندكم وقت للهرب(…) كل هذا الكلام لا يفيد.

نصيحة: وكي لا يتحوّل اللبنانيون أكياس رمل، وحرصاً على الإنجازات التي تحققت بعد الحروب في لبنان نتمنى أن يتعقل “حزب الله” ويعود لبنانياً لأنّ كل الأموال الإيرانية وكل المعارك الإلهية وكل الوعود بالجنّة كلها لن تنفعهم… استفيقوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

عوني الكعكي