Site icon IMLebanon

ترامب أطلق مخاوف من انفجار على مستوى الكوكب!

 

تدحرجت العاصفة الصغيرة التي بدأت في تونس في العام ٢٠١١، وتحوّلت الى اعصار مدمّر يجتاح المنطقة العربية والشرق الأوسط طوال السنوات اللاحقة. وأدى التدخل الروسي بقيادة الفكر الاستراتيجي للرئيس فلاديمير بوتين، الى تطويق الأزمات المتلاحقة والمتشابكة، بالصبر والنفَس الطويل، والمرونة والدهاء في آن معا! وأدى ذلك الى تبريد الكثير من الرؤوس الحامية، بما فيها تلك التي كانت تراودها أحلام وأمجاد الامبراطورية العثمانية… أو تلك التي تتوهّم بقدرتها على اسقاط الأنظمة المتمرّدة بطرفة عين، واقامة امبراطورية سلفية متخلّفة على أنقاضها! واليوم بدأت العواصف تهدأ تدريجيا وهي في طريقها الى الانحسار والمغادرة الى مكان آخر، ولكن… ولكن… ولكن…

… يا فرحة ما تمّت! إذ بدأت تجمع بوادر اعصار أشدّ وأدهى وأعمّ ضررا في أجواء العالم ككل! والرجل الذي يحقق هذه المعجزة، هو نفسه الرجل الذي امتطى ظهر الصدفة ووصل في غفلة من الزمن الى البيت الأبيض، والى رئاسة الدولة الأعظم في العالم، دونالد ترامب! من كنوز الحكمة العربية القول المأثور عدو عاقل خير من صديق جاهل. وأثبتت هذه الفترة القصيرة من وجود ترامب على قمة هرم السلطة في أميركا والعالم!، انه كان الرئيس الجاهل في تعامله مع الصديق والحليف والعدو على حدّ سواء! والمواقف التي أطلقها ويستعد لاطلاقها ترامب من الاتفاق النووي مع ايران شحنت أجواء العالم بالسحب السوداء والعواصف المحتملة والتوتر والمخاوف من انفجار على مستوى الكوكب!

 

بعد فوز ترامب بالرئاسة، كل أصحاب العقول والخبرة والتجربة من الذين يعرفونه عن قرب أو في العمق، تهرّبوا من تقبّل المسؤوليات وتولي المناصب الكبرى تحت قيادته. وأصحاب العقول الذين خدعوا به عن بعد وتولوا المناصب، سرعان ما ابتعدوا واستقالوا ولاذوا بالفرار! وكان ترامب يفاخر بأنه نجح في إقناع ريكس تلرسون بتولي منصب وزير الخارجية في عهده… وتلرسون مرشح اليوم للمغادرة، وأوجز رأيه برئيس أميركا بكلمة واحدة: انه أحمق! وما قاله الوزير في العلن، يقوله كثيرون من حكماء أميركا في الداخل، وكثيرون من زعماء العالم في السرّ والغرف المغلقة!

 

ماذا فعل ترامب باصراره الأحمق على الانسحاب من الاتفاق النووي، والعمل على اعادة العقوبات على ايران؟ النتيجة الأولى هي انه قدّم هدية ثمينة الى النظام الايراني لم يتمكّن هذا النظام من تحقيقها طوال وجوده! وهذه الهدية هي توحيد صفوف الأمة، ورصّ جبهتي الصراع في ايران تحت راية واحدة، وذلك بجمع المحافظين والاصلاحيين على مواجهة ترامب في عدوانه الجديد المفترض على ايران! والنتيجة الثانية، هي انه عزل أميركا عن حليفتها التاريخية أوروبا، وعن أقرب حلفائها بريطانيا، اضافة الى المانيا وفرنسا وكل الدول الأخرى المتمسّكة بالاتفاق النووي. والنتيجة الثالثة، هي ظهور أميركا بموقف المعتدي المتعنّت الذي يتّهم ايران بعدم احترام روح الاتفاق، بينما أكدت الوكالة الذرية الدولية الموكلة بمهمة المراقبة، في كل تقاريرها الدورية، ان ايران احترمت الالتزام التام بتعهداتها بموجب الاتفاق!

روسيا تقول ان موقف ترامب هذا يقود الى زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم. وزير خارجية بريطانيا يقول ان العالم أكثر أمنا مع الاتفاق النووي. أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر فكان أكثر صراحة وقال بعبارة مباشرة: ترامب يضع أميركا على مسار حرب عالمية ثالثة!