Site icon IMLebanon

ترامب يعرض التفاوض وإيران ترفض!

 

هل عرف الايراني مقامه عند الاميركي فتدلّل؟

 

يبدو الجواب: أجل! إذ لم يتوقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الإعلان عن رغبته في إجراء مفاوضات مع الجانب الايراني، فلا يكاد يمر يوم واحد من دون أن يعلن البيت الابيض بلسان رئيسه أو أن يؤكد الرئيس الاميركي مباشرة على انه يرحب بأي وساطة تفاوضية مع طهران، وكان آخر ايجابياته هذه ترحيبه بالوساطة التي قال رئيس وزراء اليابان إنّ طوكيو مستعدة أن تقوم بها بين الطرفين الاميركي والايراني.

 

واللافت بوضوح أنّ النظام الايراني قال ويقول إنّه لن يفاوض أميركا، وأنّ ليس هناك ما يمكن أن يتم التفاوض حوله، هذا الكلام قاله المرشد الأعلى علي خامنئي، وقاله رئيس الجمهورية حسن روحاني، وكرّر قوله وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وطبعاً قال مثله وأكثر أركان الحرس الثوري.

 

فهل هناك تفاهم ضمني أو غير مباشر بين الجانبين فيقول أحدهما بالتفاوض ويقول الآخر باللاتفاوض؟!.

 

وفي أي حال، وفي الأساس: إذا كان دونالد ترامب مصرّاً على التفاوض الى هذا الحد فلماذا جيّش الجيوش الجرارة، معزّزة بقوات المارينز وحاملات طائراتها الى قرب الشواطئ الايرانية؟!.

 

إنّ أي مبتدئ في السياسة يعرف بداهةً أنّ نقل مثل هذه القوات يترتب عليه الكثير من النفقات التي تبلغ مليارات الدولارات يومياً، وترامب الذي يبتز العرب ويفرض عليهم الاتاوات المالية الضخمة، بإدّعاء حاجة بلاده الى تعزيز ماليتها واقتصادها، كيف، ولماذا، وبأي هدف يحرّك هذه القوى الكبيرة ويتكبّد تكاليفها الهائلة؟

في الواقع: ليس في الأمر سرٌّ؟ إنّ النظام الحالي في إيران ما كان له أن ينمو ويكبر ويتنامى ويستمر لولا الولايات المتحدة الاميركية التي تواطأت على تطيير شاه إيران الامبراطور الراحل محمد رضا بهلوي.

 

ولولا المساعدات الاميركية المباشرة وغير المباشرة، المعلنة والمخفية، ما كان لإيران أن تقف على رجليها في حربها مع العراق التي استمرت ثماني سنوات وكاد الجيش العراقي أن يقضي على إيران بعدما احتل أراضي كبيرة فيها، خصوصاً في منطقة «الفاو»، وفضيحة «إيران غيت» لا تزال ماثلة في الأذهان عندما صدّرت أميركا الاسلحة والذخائر الى إيران عبر إسرائيل…

 

وأيضاً، نكرر ما ذكرناه غير مرّة، من أنّ التواطؤ الاميركي – الاسرائيلي هو الذي سمح لإيران أن تواصل مشروعها النووي رغم التهديدات (سنوات طويلة) بقصفه وتدميره… الى أن كان «الاتفاق النووي» أيام الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، الذي عاد فأعطى شرعية لهذا النووي، بعد مفاوضات استمرت نحو عشر سنوات، فعندما أرادت أميركا وإسرائيل قصف المفاعل النووي العراقي والمفاعل النووي السوري لم يستغرقهما الامر سوى وقت قصير وأعطي الأمر الى الطيران الاسرائيلي بالتنفيذ… ولم يكشف عن قصف المفاعل السوري إلاّ بعد طويل زمن! حدث ذلك كله من دون حشود عسكرية برية وبحرية، وحتى من دون تهديد مسبق.

 

علماً ان ترامب يبلغ العالم أجمع بأنه لا يريد إسقاط النظام الايراني إنما «تحسين سلوكه»… ولا يريد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران إنما تعديله!

 

عوني الكعكي