IMLebanon

ترامب يزلزل الشرق الاوسط هرباً من ازمته القضائية

 

شكّل التحدّي الأميركي من خلال قرار الرئيس دونالد ترامب الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، والتوصية ببدء إجراءات نـقل سـفارة بلاده إليها، نقطة تحوّل خطيرة في الأجندة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تقول أوساط ديبلوماسية مطلعة، أنه على الرغم من أن عملية الإنتقال الفعلي لن تتحقّق قبل فترة زمنية طويلة، فإن القنبلة التي فجّرها الإعلان الأميركي بوجه الدول العربية والعالم، تنذر بسلسلة من التطوّرات التي ستقلب الطاولة على أكثر من مستوى إقليمي ودولي، وحتى أميركي داخلي، حيث أن الرأي العام الأميركي، ومن خلال وسائل الإعلام غير المنحازة لإسرائيل، لم تهمل التحذير من خطورة هذه الخطوة أو المغـامرة الإستـفزازية والإستعراضية .

وتكشف هذه الأوساط، أن عاصفة ردود الفعل الغاضبة والشاجبة التي سُجلت في الاراضي الفلسطينية في الدرجة الاولى، تشير الى ان القرار اليوم بالنسبة لأي مفاوضات سلام او تحركات قد بات للشارع، وذلك بصرف النظر عن الحراك الديبلوماسي العربي والدولي المعارض لقرار الرئيس ترامب.

ولكن الردّ على تحدي ترامب لن يصل إلى مستوى الحرب في المنطقة، كما تتحدث الأوساط الديبلوماسية نفسها، فإعلان الحرب من قبل إدارة ترامب وليس كل المؤسّسات الأميركية، والذي أثار القلق على المستوى الدولي، ينذر بتداعيات دراماتيكية على المسرح الإقليمي، لا سيما وأن كل عواصم المنطقة التقت على شجب وإدانة هذه الخطوة، مما يعني أن القضية لا تعني الفلسطينيين وحدهم من الآن وصاعداً، بل كل شعوب المنطقة من دون استثناء.

وفي موازاة الآثار المباشرة التي برزت عربياً، فإن الأوساط نفسها، تلاحظ أن الهدف الأساسي من وراء الخطوة الأميركية، هو خلق أزمة كبرى على الصعيد الدولي للتغطية على ملف التحقيقات القضائية الجارية في الولايات المتحدة الأميركية حول علاقة الرئيس ترامب وفريقه السياسي المحيط به بروسيا خلال فترة الإنتخابات الرئاسية.

وفي هذا السياق، فإن الأوساط الديبلوماسية نفسها، توضح بأن نقل منطقة الشرق الأوسط من مكان إلى آخر بفعل القرار الذي وصفته بـ «الزلزال»، سوف يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة في الصراع العربي ـ الإسرائيلي أولاً، وإلى الإطاحة بأجندة المنطقة ثانياً. وبالتالي، فإن كل الملفات المطروحة من التسوية في سوريا إلى الصراع الإقليمي وصولاً إلى الحرب على الإرهاب ، قد باتت في مدار العاصفة الناشئة انطلاقاً من القدس.

ووفق الأوساط نفسها، فإن ما بعد قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس لن يكون كما قبله، إذ أن الأحداث ستتدحرج بسرعة كما تتدحرج أحجار « الدومينو»، ومن دون أن يكون لدى أي طرف إقليمي أو دولي القدرة على الوقوف بوجهها، أو التنبؤ بتأثيراتها وانعكاساتها على كل ساحات المنطقة، وبشكل خـاص على الساحـة اللبنانيـة التي تشـتعل فيها المخـيمات الفلسطينية، وتتزايد النقمة إزاء الإطاحة الأميركية ـ الإسرائيلية بأي أمل ولو ضعيف بتـسوية سلميـة على قـاعدة الدولتـين.