Site icon IMLebanon

حماقة ترامب وتهور بومبيو

 

كان ريكس تيلرسون واحدا من رباعي سمّي مجموعة الراشدين في ادارة الرئيس دونالد ترامب. هو جاء من عالم النفط الى الخارجية. وهم ثلاثة جنرالات: وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس، كبير موظفي البيت الأبيض الجنرال جون كيلي، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر. ما تركزت عليه الرهانات داخل أميركا وخارجها هو ان تلعب المجموعة دورا في ضبط اندفاعات رئيس نرسيسي جاء الى البيت الأبيض من عالم العقارات بلا خبرة سياسية، لا يقرأ ولا يصغي. وحسب كتاب نار وغضب، فان وصف ترامب بأنه أحمق جاء على ألسنة مسؤولين عدة في الادارة، لا فقط على لسان تيلرسون.

لم يكن تيلرسون لماعا مثل دين أتشيسون وجون فوستر دالاس وهنري كيسينجر. ولا تمكّن حتى من ملء الشواغر في وزارته أو من الاعتراض على قرار ترامب خفض موازنة الخارجية. لكن مشكلة تيلرسون الأساسية هي انه ليس مقرّبا من ترامب مثل الجنرالات. فالحكمة التقليدية في التعامل مع أميركا تقول انه لا أحد يأخذ بجدّية ما يقوله أي وزير خارجية أميركي ان لم يكن مقربا من الرئيس. ومشكلة المجموعة ان ترامب لا يتغيّر ولا يمكن التنبؤ بأفعاله. وان كبح حماقاته مهمة مستحيلة. والقاعدة، كما يراها الخبير في العلاقات الدولية توماس رايت، هي انه منذ الحرب العالمية الثانية، فان السياسة الخارجية لأي ادارة تحددها شخصية الرئيس وآراؤه.

 

ولا مفاجأة في إقالة تيلرسون، ولو عبر تويتر، اذ كانت استقالته محل توقعات منذ أشهر. ولا مفاجأة أيضاً في تعيين مدير الاستخبارات المركزية مايك بومبيو خلفاً له، اذ كان الخيار الأول كوزير للخارجية لدى ترامب في المرحلة الانتقالية. فهو مقرب منه، ومشارك له في النظرة الى اميركا أولاً والى السياسات الدولية على أساس انها صراع في غابة.

ذلك ان بومبيو رد على سؤال عن مصلحة اميركا في سوريا غير هزيمة داعش بالقول: مصلحة اميركا أكبر من ان تكون محصورة في سوريا، ومنع عودة ثانية لداعش، مصلحتها في شرق اوسط أكثر استقرارا وان تكون هي اكثر أمناً. وكان قد حدد امام الكونغرس ستة تهديدات تواجه اميركا، موجزها هو تفاقم التطرف والمذهبية بسبب ازمة سوريا وحربها، قيادة ايران للارهاب وجرأتها على التخريب، عدوانية روسيا، توسع الرقعة العسكرية والتمادي الاقتصادي للصين، نووية كوريا الشمالية، والقرصنة الالكترونية.

لكن ما يحد من حماقة ترامب وتهور بومبيو هو محدودية القدرة الاميركية وقوة الاشياء في العالم.