بتاريخ 2 كانون الثاني 2021 ذكرت تقارير إعلامية أن الجيش الأميركي أرسل قاذفتي قنابل من طراز B52 القادرة على حمل أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط في رسالة ردعٍ لايران، لكن القاذفتين غادرتا المنطقة بعد ساعات قليلة، وفي الوقت عينه كان وزير خارجية ايران جواد ظريف قد اتهم اسرائيل بالتخطيط لشن هجمات على القوات الأميركية في العراق كي تضع ترامب في مأزق قبل انتهاء ولايته ، وأضاف ظريف قائلاً لترامب احذر الفخ يا دونالد ترامب لأن أي ألعاب نارية سوف تأتي بنتائج عكسية خطيرة.
اذاً الحديث عن قرع طبول الحرب بين ايران من جهة والولايات المتحدة واسرائيل من جهة أخرى في ظل الحديث عن أن ترامب ربما لن يغادر البيت الأبيض إلا عقب توجيهه ضربة عسكرية لطهران، يقول مراقبون أن توجيه تلك الضربة بنجاح فائق سيمكنه من رفع شعبيته في اطار مساعيه الهادفة للعودة إلى أحضان البيت الأبيض بعد أربع سنوات من الآن. وبالفعل فقد بدأت واشنطن حشداً عسكرياً في مياه الخليج وسط تهديدات متبادلة دخلت فيها اسرائيل على خط الصراع أيضاً.
هكذا يحاول ترامب توريط أميركا بعمل عدواني على المنطقة وتحديداً على ايران، والدليل على نيته في الرغبة بالتورط اقالته لوزير دفاعه مارك اسبر الذي رفض أوامره القاضية بالتصعيد ضد ايران. ويهدف ترامب من خلال تحضيره لعمل عدواني إلى منع الرئيس المنتخب حديثاً جو بايدن من اجراء مباحثات ناجحة مع ايران او ربما تسويات.
أما بالنسبة لايران فهي تملك بدورها قدرات دفاعية في غاية القوة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر منظومة أس 200 وأس 300 الروسية اضافة إلى نظام خرداد 123 الذي نجح في اسقاط طائرة بلاك هوك الاميركية الأحدث RQ4 و الاكبر في العالم ونظام باور power 373 الذي توازي قوته نظام أس 400 الروسي الحديث من الجيل الخامس .
وفي 2 كانون الثاني 2021 أكد النائب السابق في مجلس الامة الكويتي السياسي ناصر الدويلة أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لن يسلم منصبه لجو بايدن إلا بعد شن حرب على ايران بهدف تدمير مشروعها النووي لكن ذلك العمل لن يتم إلا بتضامن مشترك مع اسرائيل صاحبة المصلحة الاولى في اندلاع الحرب ، وتابع الدويلة أعتقد أن الجدول الزمني للعمليات قد وضع بين ترامب ونتنياهو على أن تكون تلك العمليات محدودة في بداية الامر ومحصورة بتدمير منشأة أو منشأتين مثلاً وانتظار ردة الفعل الايرانية، وأضاف الدويلة قائلاً إن الحرب تبقى ضرورى استراتيجية عظمى لأمن اسرائيل لأن تل أبيب تعتبر أن بقاء المشروع النووي الايراني أربع سنوات أخرى معناه امتلاك ايران سلاحاً نووياً وبالتالي تصبح قادرةً على تصنيع صواريخ عابرة للقارات. من هنا تلتقي مصلحة اليمين الأميركي المتطرف مع اليمين الاسرائيلي المتطرف على ضرورة تدمير مشروع ايران النووي. لذا أعود إلى تاريخ 21 تشرين الثاني 2020 حيث نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية تقريراً ناقش احتمالية الضربة العسكرية الاميركية ضد ايران من خلال حوار بين خبيرين عسكريين في مركز أتلانتيك كوتسيك هما ماتيو كرونيغ وايما أشفورد.
فأشفورد قالت بكل تأكيد إذا لم يكن الامر غير قانوني فما على البنتاغون القيام به هو الاتاحة للرئيس بارغام القوات الأميركية على المشاركة في الحرب لمدة ستين يوماً دون موافقة الكونغرس، ومن جانبه قال كرونيغ لقد عملت حول ايران في البنتاغون وكتبت كثيراً عن الأمر.
ففي الماضي واليوم أرى بأن ضربة عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية الايرانية سيكون أفضل من البقاء تحت خطر ايران النووي في السنين القادمة، وتابع كرونيغ قائلاً: «وفقاً للمعلومات الأكيدة ان وقت وصول ايران للقنبلة النووية هو ثلاثة أشهر ونصف، لذلك فإنه ليس مبكراً الحديث عن هذا الأمر». وهنا علقت أشفورد على حديث كرونيغ قائلةً، قد تؤدي الضربة العسكرية إلى اعاقة تقدم ايران نحو الأسلحة النووية ولكن بشكل مؤقت فقط وتابعت الباحثة أشفورد بالقول لقد كمن الخطأ بانسحاب ترامب من الاتفاقية، وهذا ما جعل ايران تمتلك الآن كميات هائلة من اليورانيوم العالي التخصيب أي كميات أعلى بحوالي 12 مرة مقارنة مع الكميات التي خصبت تحت الاتفاق، ومرة جديدة يعلق كرونيغ قائلاً لقد ضبطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصميم ايران لرؤوس نووية حربية وتستحوذ ايران على أكثر البرامج الصاروخية في المنطقة لذا فإن القطعة الأخيرة المتبقية لتصنيع قنبلة هو الحصول على مواد انشطارية.