IMLebanon

ترامب الذي هزم «داعش»

 

 

يُنعش الأميركيّون هزائمهم في المنطقة ببطولات وهميّة، دونالد ترامب على خطى «رامبو» أعلن بالأمس «هزمنا تنظيم داعش في سوريا»، منذ رامبو العام 1980 و»الوهم» مستمرّ، مرّة في إيران وأخرى في الضاحية الجنوبيّة وحيناً في الصحراء، «رامبو» مستمرّ حتى اليوم، قبل أيامٍ سبق سلفستر ستالوني الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلناً تصويره المشهد الأخير من «رامبو 5 الدمّ الأخير»، لا أحد يصدّق أكذوبة انتهاء إراقة الدّماء، لأنّ «الدّماء» قدر هذه المنطقة!

المضحك ـ المبكي هو «الملائكيّة» الروسيّة على اعتبار أنّ فلاديمير بوتين كان ملاك الرّحمة في سوريا، من السّخرية بمكان أن ترى المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسيّة ماريا زاخاروفا أنّ «الوجود الأميركي غير القانوني في سوريا أصبح عقبة خطيرة في طريق التسوية»، أيْ تسوية؟ تلك التي يتهرّب من تطبيقها نظام بشّار محاولاً التملّص من تشكيل لجنة دستوريّة بتغطية من «الدبّ الروسي»!  تخرج أميركا والتحالف الدولي من سوريا، لتدخلها تركيا بحرب على القوّات الكردية، لم يبقَ أحد لم يبلّ يده في سوريا، هكذا درجت العادة الأميركيّة التي تُلقي بمن استعملتهم أداة في حروبها على الأرض، بعد استخدامهم تلقي بهم في سلّة مهملات مستقذرةً للإستمرار في الإمساك بهم!  «داعش»، أكبر أكذوبة أميركيّة ـ إيرانيّة ـ إسرائيليّة ـ سوريّة، وأكبر المستفيدين منها بشّار الأسد، وأهمّ مخترعيها نظام الملالي في طهران، وأكبر المستمسكين بها نظام بوتين «الستاليني»، وأكبر راكبي أمواج نفطها دونالد ترامب، وأكبر ضحاياها سوريا المدمّرة، صناعة الإرهاب خبرة أميركيّة، منذ مجيء الخميني إلى طهران وتفجير الحرب على العراق، ودخول السوفيات إلى أفغانستان، وتشجيع صدام حسين على احتلال الكويت وعاصفة الصحراء التي حملت أميركا إلى آبار النفط في الخليج، مروراً بـ 11 أيلول الذي سلّم العراق والمنطقة لإيران، وصولاً إلى «داعش» و»مسرحيّة الهروب الكبير»من سجون نوري المالكي رجل إيران في العراق وتنظيم دخولهم إلى سوريا!

السؤال الأخطر من إعلان دونالد ترامب انسحاب أميركا من سوريا، هو في أيّ أرض ستظهر داعش مجدّداً؟ برأينا المتواضع الجولة المقبلة قد تكون من نصيب تركيا ولأسباب كثيرة ليس هاهنا مجال تفصيلها، في الأساس تركيا سمحت أن تكون ممراً لـ «داعش» القادمة من أوروبا والمغرب العربي للدخول إلى سوريا تماماً كالعراق!

 

لن تبقى دولة في الإقليم غير موضوعة على جدول التدمير الأميركي ـ الروسي، ومن الغباء أن يعتقد البعض أن الإيراني يحبّ تركيا، نظرة فقط على التاريخ المرير من العداء الصفوي الفارسي وحجم التآمر على الدولة العثمانيّة والكيد لها والسعي الدّائم للتغلغل فيها عبر نشر التشيّع الصفوي، إلى أين «زقّت» أميركا بطوافاتها إرهابيّي داعش؟ أغلب الظنّ أنّ أقرب مكان لنقلهم إليه هو قاعدتها في تركيا على عكس ما قد يظنّه البعض أو يفترضه بأنّهم نقلوا إلى مكان آخر.

أطرف ما غرّده دونالد ترامب بالأمس عن خروج قوّاته من سوريا إعلانه بأنّ الأميركيّين « مصممون على سحق تنظيم داعش بشكل كامل، وتوفير الظروف التي تمنع عودته. بالإضافة لذلك نتوقع اضطلاع حلفائنا وشركائنا الإقليميين بمسؤولية أكبر عسكرياً ومالياً لتأمين المنطقة»، حضرة الحلفاء الاقليميّين سلّموا خزائن بلادكم وثرواتها لترامب «رامبو»الذي لا يشبع من المال والدّماء!