Site icon IMLebanon

عقيدة ترامب الصهيونية:  الحرب بين العرب والفرس!

الطريق الأوحد لتفكيك ما تبقى من المنطقة بما يتيح لاسرائيل السيادة عليها، هو اشعال حرب مدمّرة للعرب والفرس معا بالتحريض على حرب بين السعودية والخليج وايران! وهذه المرة لا يهمّ أميركا مصير النفط في المنطقة والعالم، لأن مجاعة النفط المقبلة ستكون هي منجم الذهب الأسطوري للنفط الصخري الأميركي!

الانوار 04/02/2017.

ليس من الوارد في حسابات أميركا واسرائيل خوض حرب مباشرة بجيوش أميركية واسرائيلية في أية حرب جديدة ضد ايران. ما تعمل له الدولتان هو سيناريو مشابه للحرب العراقية – الايرانية في ثمانينات القرن الماضي. بمعنى ان الادارة الأميركية ستشجع دول الخليج على شنّ هذه الحرب ضد ايران، مع وعد أميركي – اسرائيلي بدعمها لتحقيق النصر، وذلك على غرار ما وعدوا به صدام في حينه ثم شنقوه لاحقاً! وتستند أميركا في ذلك الى روح العداء المتنامية بين بعض دول الخليج وايران على مدار السنوات الماضية وبتحريض أميركي وصهيوني!

الانوار 09/02/2017.

***

ولم يكن الامر يحتاج الى ذكاء كبير او استثنائي لاكتشاف حقيقة النيات والمخططات التي تعد في الخفاء، بعد وصول الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الى الرئاسة. ومن فضائله انه يظهر على المسرح دون اقنعة، ولا يخفي تركيبته الفكرية العنصرية، ولا اندماجه التام مع مصالح اسرائيل في حاضرها ومستقبلها، لا سيما في ظل قيادتها العنصرية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو. وكأن لسان حال ترامب يقول: الولايات المتحدة واسرائيل… قيادة عنصرية واحدة في بلدين! ولم يكن الامر كذلك من الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما الذي قد يستحق لقب اكثر الرؤساء خبثاً في التاريخ الاميركي… فقد كان اوباما بامتياز هو رجل الاقنعة، وكلما سقط عن وجهه قناع، ظهر قناع آخر، واستمر الامر كذلك حتى آخر ولايتيه الاثنتين!

***

قبل ايام معدودة خرج كلام صريح من واشنطن ومن اوساط ادارة ترامب، عن ان العمل جار على انشاء منظومة عربية عسكرية تكون بمثابة الناتو العربي على مثال الناتو الاطلسي. وتتألف هذه المنظومة – بحسب الزعم الاميركي- من كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية. وتكون هذه المنظومة برعاية اميركية مباشرة، ودعم اسرائيلي كبير، ولكن من خارجها. والهدف من هذه المنظومة التحضير لاشعال الحرب بين العرب والفرس بصرف النظر عن العواقب الجنونية لمثل تلك الحرب…

***

من الواضح بحسب المخطط الصهيوني الاميركي – الاسرائيلي، ان واشنطن وتل ابيب لن تزجا بجيوشهما في هذه الحرب، وان من سيقاتل ويقتل هو من الدول المتحاربة على الجانبين. كما ان الثنائي الاميركي – الاسرائيلي، لن يدفع فلساً واحداً لتمويل هذه الحرب، بل سيمولها عملياً كل من العرب والفرس! وقد تطول هذه الحرب العربية – الايرانية ثماني سنوات اخرى، على غرار الحرب المجنونة في زمن صدام حسين… هذا في الحسابات الاميركية – الاسرائيلية على الورق وفي تصورات الخيال العنصري المريض للدولتين… ولكن من قال ان العرب هم على هذه الدرجة من السذاجة والحمق والغباء، لاشعال حريق بقوة نار جهنم، ثم يسارعون الى القاء دولهم وشعوبهم في عباب تلك النيران الخرافية؟!