لبنان يُصدّر أصهرة و”كناين” إلى العالم
عين البيت الأبيض على إبن قرية كفرعقا ـ الكورة في لبنان مايكل بولس،الذي انشغلت الصحف العالمية والمحلية بخبر مواعدته لابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب،الآنسة تيفاني. وكما تجري العادة في لبنان في مثل هذه المناسبات،يتساءل الجميع “إبن مين الشاب”؟
مايكل بولس، نجل رجل الأعمال اللبناني مسعد بولس، ترعرع في نيجيريا حيث يدير والده شركات العائلة وشركة “SCOA” النيجيرية التي يُقدّر حجم أعمالها بمليارات الدولارات والتي تعمل في قطاعات عدّة منها السيارات والمعدات والتجزئة والبناء. إنتقل مايكل إلى لندن لإكمال دراسته الجامعية بعد التخرج من إحدى مدارس لاغوس. كذلك،إنّ “أبو مايكل” (مسعد بولس)، منخرط في المجال السياسي، إذ كان مؤيداً لـ”التيار الوطني الحر” قبل أن يختلف معه وينضم إلى تيار “المردة”؛ ويُذكر أنّ بولس الأب كان مرشح “التيار” عن الكورة في العام 2009.
أمّا “العروس” تيفاني البالغة من العمر 25 سنة، فهي ابنة ترامب الصغرى من زوجته السابقة مارلا مابلز، درست الفنون الجميلة في جامعة “بنسيلفانيا”، وتدرس حالياً في جامعة “جورج تاون” للحقوق في واشنطن. وبالعودة الى قصة التعارف بين تيفاني والصهر اللبناني المنتظر، فان قصة حب نشأت بين مايكل وتيفاني خلال وجودهما في جزيرة ميكونوس في اليونان. وعلى ما يبدو أنّ تيفاني متمسكة بصديقها اللبناني،حيث عرفته على عائلتها في عيد الشكر، ونشرت أول صورة تجمعها بمايكل في البيت الأبيض. ونفى مايكل بولس ما تردد عن خطوبته لتيفاني، وذلك بعدما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي دعوة مزيفة لحضور حفل خطوبتهما، وهما سعيدان معاً وبحالة وفاق وحبّ كبيرين، ومن المؤكد أنّ مايكل بولس هو الصديق الأول والأقرب لقلب تيفاني ترامب حالياً، وفقاً للصحافة الأميركية والبريطانية.
ولم تقتصر قصة هذا الثناني على مشاعر الحب فحسب، بل سرعان ما تم استغلالها سياسياً من قبل وسائل الاعلام الأميركية كالـ” CNN ” والـ”The Washington Post “، بالتعليق على موقف ترامب، الذي عبر عن احتقاره لبعض الدول ومن بينها نيجيريا التي نشأ فيها صديق ابنته الجديد، ووصفها ترامب بعبارات نابية في خلال اجتماع حول الهجرة العام الماضي. على الاثر، ردّت نيجيريا “إذا كان ترامب بالفعل استخدم مثل هذه العبارات، فإن ذلك “مؤلم ومهين وغير مقبول”، وطالبت بتوضيح من المسؤولين الأميركيين. وسرعان ما نفى ترامب هذه الروايات واعترف أنه استخدم لغة قاسية، ثم وصف نيجيريا بالبلد الجميل، وأعرب عن رغبته في زيارة البلد مرّة جديدة بعد أن كان قد زاره سابقاً والتقى الرئيس محمد بوهاري. على أي حال، نتمنى أنّ يتم “النصيب” بين مايكل وتيفاني، وأن يكون بولس صهراً مثالياً وأن يتذكر بلده الأم، ولا يسير على خطى صهرنا “الذي كسر لنا ظهرنا” وأن يطلب من “عمه” ترامب أن يغمر لبنان بلطف دولاراته!
مليونا دولار للبنان
بعيداً من البيت الأبيض وعلاقة “بولس – ترامب”، إنّ البنت اللبنانية مرغوبة في الخارج أيضاً، وقصص الحب والغرام وزواج لبنانيات من شخصيات عالمية خير دليل على ذلك؛ فالممثل جورج كلوني أجمل العازبين في هوليوود لم يتمكن من البقاء على قراره بعدم الزواج مرّة أخرى بعد طلاقه من الممثلة تاليا بلسم في العام 1993،عند رؤيته المحامية البريطانية اللبنانية الأصل أمل علم الدين. وقد يكون “صهرنا” من أشهر الممثلين عالمياً، الّا أنّ أمل “بنت عيلة” عريقة ولدت في بيروت في العام 1978 وسط عائلة ذات مكانة مرموقة ووضع مادي ممتاز، ويعد والدها رمزي علم الدين من رجال الأعمال البارزين والعاملين في المجال السياحي، ووالدتها بارعة علم الدين هي الصحافية المخضرمة في جريدة الحياة العربية. وفي العام 2014 تزوج الثنائي الأشهر بعد تعارفهما لمدة ستة أشهر، ورزقا بتوأمين سمياهما ألكساندر وإيلا في العام 2017. وعلى الرغم من حبهما للأعمال الخيرية، بالطبع لعبت أمل دورأ بتخصيص ما يقارب الـ2 مليون دولار لمساعدة الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان للحصول على التعليم.
فابريغاس… “عوني”؟
أمل علم الدين، ليست السيدة اللبنانية الوحيدة التي فتحت لها أبواب الشهرة العالمية، فمن هوليود الى “الفيفا”، حيث سرقت دانييلا سمعان إبنة زغرتا قلب وعقل لاعب كرة القدم سيسك فابريغاس نجم نادي برشلونة، وأصبحت مفتاحاً مهماً في قراراته المصيرية، وليس هذا فقط بل جعلته مؤيداً لرئيس جمهورية بلدها ميشال عون. وفي التفاصيل، ولدت دانييلا سمعان سنة 1975، في بلدة “مزيارة”في لبنان، وتزوجت من رجل الأعمال اللبناني “ايلي تكتوك”، لكن طموحها كان أكبر مما قدمه لها زوجها، وأرادت أن تقفز من مدينتها “مزيارة” لإسبانيا بزواجها مرة ثانية من سيسك فابريغاس، الذي التقت به في العام 2010. وكان إعجاب دانييلا شديداً بنجم الكرة الإسباني ولم تقاومه على الرغم من أنها كانت تكبره بـ12 سنة، ومتزوجة وأمّاً لطفلين. وشغلت قصة حب لاعب برشلونة فابريغاس واللبنانية دانييلا سمعان الصحافة الإسبانية، وأثارت علاقتهما جدلاً واسعاً داخل الساحة الرياضية وتصدرت عناوين الصحف، كما نشرت الصحافة صورها معه في شواطئ باريس وفضحت علاقتها بفابريغاس التي كانت تخفيها عن زوجها. ولم تؤثر هذه الأخبارعلى علاقة هذا الثنائي، ولطالما اعتبرت دانييلا مفتاحاً مهماً في قرارات فابريغاس المصيرية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بانتقاله إلى أي نادٍ جديد. وعلى الرغم من انشغالاتها الرياضية والعالمية، تتابع دانييلا “الشاردة والواردة” في لبنان، وتحرص على متابعة الأخبار السياسية وقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيسك وهو يرفع علامة التيار الـ”صح” وعلق فابريغاس على الموضوع لصحيفة “إلموندو ديبورتيفو” قائلاً: “أقدم على رفع شارة النصر بيدي بعد تسجيل كل هدف لأن زوجتي اللبنانية دانييلا سمعان تعشق زعيماً سياسياً يدعى ميشال عون، ولا أعلم من هو ولكن بمجرد أن زوجتي تعشقه… فأنا كذلك. وبما أنها امرأة عظيمة فهو أيضاً رجل عظيم”.
سيدة الـ”فيفا” الأولى… لبنانية
يبدو أنّ عالم الرياضة وخصوصاً كرة القدم يجذب اللبنانيات، فدانييلا سمعان ليست الوحيدة في هذا المجال، فاسم اللبنانية لينا الأشقر إبنة بلدة الخريبة في الشوف لمع بشكل كبير بعدما جمعها عشق كرة القدم، برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو. وبدأت قصة التعارف والحب، عندما كانت لينا تعمل في الاتحاد اللبناني لكرة القدم بعدما دعيت للمشاركة في ندوة للأمناء العامين للاتحادات الوطنية الآسيوية، التي أقيمت في نوشاتيل في العام 1999، حيث كانت المرأة الوحيدة من بين 27 شخصاً مشاركاً في المؤتمر، بينما أدار إنفانتينو الندوة بصفته أمين عام مركز الدراسات الرياضية في جامعة نوشاتيل. بعدها زار إنفانتينو لبنان في مناسبتين وتعرف إلى آل “الأشقر”، ثم تزوجا في العام 2001 ورزقا بـ 4 بنات: التوأم اليسيا وصابرينا، وشانيا وداليا، ويتحدثن اللغة العربية. وخطفت الأشقر الأضواء،في شباط 2016،عندما أجريت انتخابات الاتحاد الدولي وفاز إنفانتينو في الجولة الثانية من عملية الاقتراع بـ115 صوتاً مقابل 88 لمنافسه الابرز البحريني سلمان بن إبرهيم آل خليفة، وخصوصاً بعدما قبلت زوجها لحظة فوزه بشرف التربع على عرش الساحرة المستديرة، لتنضم للسيدات العرب فى حياة مشاهير الرياضة حول العالم. وتمكنت الأشقر من تعليم إنفانتينو العربية، كذلك يحب الطعام اللبناني الذي تعده زوجته وخصوصاً “التبولة” و”الفتوش”.
إبنة عكار… رئيسة حزب الشعب الباكستاني
من عالم النجومية الى السياسة، حيث تشغل ابنة عكار غنوة عيتاوي منصب رئيس حزب الشعب الباكستاني، وقفز اسمها الى واجهة الحياة السياسية اثر مقتل زوجها مرتضى نجل ذو الفقار علي بوتو، وشقيق رئيسة الحكومة الباكستانية السابقة بنازير بوتو. غنوة، ابنة العيون ـ عكار (مواليد 1962) اصبحت بنت العالم، حين خرجت من لبنان ووجدت نفسها في الباكستان، وتخلت عن خصوصية انتمائها لمساعدة وخدمة الشعب الباكستاني، فأصبح انتماؤها عاماً وليس فقط لبلد واحد، حاملةً معها رسالة السلام التي تعلمتها من حرب لبنان. عانت غنوة مرارة المحنة اللبنانية، وعاشت قساوة التهجير من منطقة الى اخرى، حين اشتدت الازمة في بيروت، حيث كانت تقيم عائلتها، ونزحت مع والديها الى الشمال وعادت الى بلدتها العيون في عكار. وكانت لا تزال في بدايات درس فن الباليه، ثم انتقلت العائلة الى دمشق. وانشأت غنوة مدرسة لتعليم الباليه في دمشق، هذا الفن الذي برعت فيه وأحبته، وشاءت الصدف أن تكون فاطمة ابنة مرتضى بوتو اللاجئ والسياسي في دمشق حينذاك، احدى تلميذاتها، فتعرفت غنوة على مرتضى. وفي العام 1989، وبعد قصة حب، تزوجت غنوة من مرتضى، وعادا الى باكستان بعدما هدأت العاصفة السياسية، فاعتقلته السلطات الباكستانية ثم عادت وافرجت عنه ليبدأ نشاطاً سياسياً محققاً نجاحاً باهراً خصوصاً في الانتخابات النيابية التي خاضها وادت الى فوزه. ورزقت غنوة بولد اسمته ذو الفقار. بعد مقتل مرتضى، تنكبت غنوة مسؤولية حزب الشعب لتتابع المسيرة بإصرار، ورغم فشلها في الانتخابات النيابية، أعلنت تفرغها للعمل السياسي والبدء بالتخطيط للمعركة القادمة مستفيدة من الدرس السياسي الاول لها، ومؤمنة بمبادئ واهداف وطنية باكستانية من اجل تغيير جذري في مواجهة الفساد والرشوة، كما هي مؤمنة بخط ونهج ذو الفقار علي بوتو المتشدد في العلاقات المميزة مع الدول العربية لا سيما مع لبنان وسوريا. وعلى الرغم من أنها لبنانية، رحب الباكستانيون بترشيحها للانتخابات، ولم يكن لها أي تجربة حزبية او سياسية في لبنان، ولا تربطها أي علاقة مع السلطات اللبنانية، ولكنها تطمح الوصول الى موقف يؤهلها لاقامة العلاقات الرسمية مع لبنان، بحسب أقوالها.
ألين وهنيبعل… ثنائي المشاكل المتنقلة
ومن “صهرنا” الباكستاني، إلى “صهرنا” هنيبعل الليبي، الذي لطالما كان هو وزوجته ألين سكاف تحت الأضواء، بعدما لاحقتهما الأخبار والصور والفضائح في أكثر من وسيلة لبنانية وعربية وعالمية. وكانت ألين ابنة قرية سبعل قد التقت بهنيبعل القذافي (الإبن الرابع للرئيس الليبي السابق معمر القذافي) في شرم الشيخ في العام 2002، وتزوجا مدنياً في كوبنهاغن في العام 2003، وبقيت ألين على دينها المسيحي من دون أن تعتنق الإسلام، ورزقا بثلاثة أبناء. وشكل هذا الثنائي مادّة دسمة للإعلام بسبب أخباره المثيرة للجدل، وقد يكون أبرزها توقيفهما في جنيف بتهمة إساءة معاملة اثنين من خدمهما في صيف الـ 2008، وقد أخلي سبيلهما بعد ثلاثة أيام بكفالة تُقارب قيمتها الـ500 ألف دولار أميركي. وتسببت القضية حينها بأزمة ديبلوماسية بين البلدين. هنيبعل الموقوف منذ ثلاث سنوات في لبنان على خلفية اتهامه بإخفاء معلومات متعلقة بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، كان قد تم توقيفه في الـ2009 والتحقيق معه من قِبل الشرطة البريطانية لاتهامه بضرب ألين في الجناح الفاخر من فندق (كلاريدج) في لندن حيث كانا يقيمان برفقة أطفالهما. كذلك، رفض لبنان العام 2011، السماح لطائرة ليبية خاصة تقل زوجة هنيبعل القذافي ومنعت هبوطها في مطار بيروت الدولي رغم أن زوجته لبنانية وكانت في صدد العودة إلى وطنها.