لارا جيكس وآدم رسغون- نيويورك تايمز
إنّ المرشحَين اللذَين اختارهما ترامب ليكونا كبار المبعوثَين الدبلوماسيَّين إلى إسرائيل والشرق الأوسط لديهما قليل من، إن كان هناك، أي خبرة رسمية في السياسات في المنطقة. لكن لا يوجد شَكّ كبير حول مكان تعاطفهما.
مايك هاكابي، الحاكم السابق لأركنساس الذي اختير الثلاثاء ليكون السفير الأميركي المقبل إلى إسرائيل، أكّد إنّ «لا وجود فعلياً لما يُسمّى بالفلسطيني». وجادل بأنّ كل الضفة الغربية كانت ملكاً لإسرائيل.
وقد لاقى اختياره، الذي يحتاج إلى تأكيد من مجلس الشيوخ، ترحيباً واسعاً من المسؤولين الإسرائيليِّين الذين يعارضون دولة فلسطينية، وهو هدف طويل الأمد للولايات المتحدة.
أمّا ستيفن ويتكوف، الذي عُيِّن الثلاثاء كمبعوث إلى الشرق الأوسط للإدارة المقبلة، فجمع مبلغاً ضخماً من المال لحملة ترامب – بما في ذلك من الناخبين اليهود، بعد أن توقفت إدارة بايدن عن شحن بعض القنابل إلى إسرائيل.
قدّم ترامب نفسه كأقوى حليف لإسرائيل، ويعتقد المحلّلون أنّه من المحتمل أن يجعل السياسة الخارجية الأميركية أكثر توافقاً مع إسرائيل. فيرى نور عودة، المحلّل السياسي الفلسطيني، أنّ «هذه التعيينات هي كل ما يحتاجه الفلسطينيّون لفهم ما هو قادم في طريقهم».
لمحة عن الرجلَين اللذَين سيقودان جهود إدارة ترامب في الشرق الأوسط.
مايك هاكابي
هاكابي، الوزير المعمداني الجنوبي والسياسي الذي يلقى قبولاً لدى الناخبين الإنجيليِّين والمحافظين الثقافيِّين، خاضَ انتخابات الرئاسة مرّتَين بشكل غير ناجح، في عامَي 2008 و2016. وهو يقدّم برنامجاً حوارياً على شبكة «تريينيتي» للبث، وقاد جولات دينية إلى إسرائيل، بما في ذلك واحدة مقرّرة في شباط.
في مقابلة بُثَّت في إسرائيل صباح أمس، كان هاكابي حذراً من إعطاء تفاصيل حول كيفية تمثيله لإدارة ترامب في القدس. وأوضح في المقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: «لن أضع السياسة، بل سأنفّذ سياسة الرئيس».
لكن كيفية رؤيته للمنطقة فُصِّلت في مقاطع فيديو قديمة أُعيد تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن ترشيحه.
خلال زيارة إلى إسرائيل في كانون الثاني 2017، اعتبر هاكابي أنّه «لا وجود لما يسمّى بالضفة الغربية. لا وجود لما يسمّى بالمستوطنة – هي مجتمعات، أحياء، ومدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال». ويجادل معارضو إقامة دولة فلسطينية في إسرائيل بأنّ منح الأراضي للفلسطينيِّين في الضفة الغربية قد يُشكّل تهديداً أمنياً لإسرائيل في المستقبل. ويعارض المتشدّدون في مجتمع المستوطنين الإسرائيليِّين التنازل عن جميع أو أجزاء من الضفة الغربية، لأنّهم يعتقدون أنّها وُعِدَت لليهود من الله.
في وقت سابق، خلال حملته الرئاسية عام 2008، رأى هاكابي في فيديو نُشر عبر «بازفيد»: «لا يوجد شيء يُسمّى فلسطينياً»، وأنّ أي دولة فلسطينية مستقلة يجب أن تُعرَف ضمن حدود الدول العربية المجاورة مثل مصر وسوريا أو الأردن – وليس إسرائيل.
لاقى ترشيح هاكابي تهاني وكلمات ترحيب من العديد من المسؤولين الحكوميِّين الإسرائيليِّين. وكتب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني وناشط مستوطن، على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّه يتطلّع إلى العمل مع هاكابي على «الانتماء التاريخي الذي لا شكّ فيه لأرض إسرائيل بأكملها لشعب إسرائيل».
كما لاقى الترشيح إدانة من جماعة «جي ستريت»، وهي مجموعة مناصرة ليبرالية مؤيّدة لإسرائيل، إذ كتبت على وسائل التواصل الاجتماعي: «الكمّامة سقطت»، وأضافت أنّ تعيين هاكابي «يُعدّ دليلاً إضافياً على أنّ المؤيد لإسرائيل بالنسبة إلى ترامب لا علاقة له بالقِيَم اليهودية أو الأمن أو تقرير المصير».
ستيفن ويتكوف
ويتكوف، مُطوِّر عقاري كان شريكاً في لعبة الغولف مع الرئيس المنتخب، كان متبرّعاً للجنة العمل السياسي الخاصة بترامب، وساعد في ربطه برُوّاد الأعمال الذين يقودون مشروعه في العملات الرقمية.
في أيار، عندما أوقفت إدارة بايدن شحن قنابل تزن 2000 رطل، استخدم ويتكوف ذلك كفرصة لجمع الأموال لصالح ترامب. وذكر أنّه جمع «تبرّعات من 6 أرقام و7 أرقام» لصالح حملة ترامب من المتبرّعين اليهود نتيجة لذلك، وفقاً لما قاله لموقع «ذا بولوارك»، وهو موقع «بودكاست» وتحليل.
وأكّد ويتكوف أنّ «كل واحد من أصدقائي بدأ يتصل ويسأل: ماذا يمكنني أن أفعل من أجل دونالد ترامب؟». عندما ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس في تموز، كان ويتكوف بين الجمهور.
وأكّد ويتكوف لشبكة «فوكس بيزنس» في ذلك الوقت: «كان شرفاً لي أن أكون هناك. كنّا نقف كل 5 ثوانٍ، لأنّ ذلك الجمهور كان مؤيّداً له بشدّة ومع الرسالة التي كان يحملها». وأدلى ويتكوف بشهادته في محاكمة الاحتيال المدنية للرئيس السابق هذا العام، كخبير في تطوير العقارات، وكان يلعب الغولف مع ترامب في مار-أ-لاغو، عندما قُبِضَ على مسلّح بالقرب من المكان.
أعلن ترامب عن تعيين ويتكوف الثلاثاء كمبعوثه للشرق الأوسط، معتبراً أنّه: «سيكون صوتاً لا يَلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعاً فخورين».