والثنائي يرد: لن نسمح بزرع الشقاق في الجسد الشيعي
قبل شهرين على الاقل، لا يمكن الحديث عن وقف العدوان على لبنان او حتى التخفيف من حجم الضربات …مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في واشنطن كشف ل»اللواء» اننا امام شهرين شديدي الصعوبة ولا مكان الان للحلول او للحديث عنها فالتسوية فقط متروكة لمجريات الحرب على الارض، والتي قد تتطور وتزداد حدتها بشكل ماساوي.
ما يقوله الديبلوماسي بصريح العبارة، هو اعطاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الضوء الاخضر ل»تنظيف» لبنان من حزب لله، على حد وصفه وكما يدعي طبعا، بانتظار مرحلة جديدة خالية كليا من الحزب العسكري والسياسي ايضا.
ومما كشفه الدبلوماسي أيضاً، ان هناك طرح اميركي يقول بعدم السماح للحزب بالمشاركة في الحياة السياسية، كشرط للسير بالتسوية والحل، فتمثيل الحزب ممنوع في المجلس النيابي والحكومة، والشيعة يمثلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، والشخصيات الشيعية المستقلة البعيدة عن الحزب.
الطرح الاميركي الجديد الذي تتسلح به ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو الوحيد الموجود على الطاولة، وقد سبق ان وصلت رسائل لجهات سياسية لبنانية رفيعة المستوى من ان ترامب في حال فوزه سيعمل لانهاء الحرب، ولكن شرط انهاء وجود حزب لله في المعادلة السياسية، بعد ان استطاع العدو كما يزعمون من القضاء على تسعين في المئة من الترسانة العسكرية للحزب، ومن اقصاء ابرز قادته، وفي مقدمهم سماحة الامين العام الشهيد السيد حسن نصرلله.
وفي هذا السياق، فان واشنطن بدأت العمل وفق سياسة الارض المحروقة سياسيا في لبنان، بعد ان تركت مهمة التدمير للعدو الغاصب، وقد اكدت واشنطن في رسالتها انها مستعدة لتسليح الجيش تسليحا كاملا، وتامين الاموال اللازمة، طبعا ليس منها، لاعادة اعمار البقاع والجنوب والضاحية، شرط الالتزام بشروطها.
وتوقعت مصادر مطلعة ان الحصار الجوي على لبنان سيزداد حدة رغم ان مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري يخضع لرقابة صارمة جدا، حتى لا يكون للعدو ذريعة لقصف المطار. وعليه، وكما تدعي المصادر فان لبنان محاصر برياً وبحريًا وجويًا بانتظار انتهاء المهمة العسكرية التي اوكلت للعدو، وان هذا الحصار سيشتد خلال الايام المقبلة اذا لم تلتزم الدولة اللبنانية بمراقبة المعابر، وعدم السماح بتمرير اي إمدادات عسكرية للحزب، الذي بات كما تدعي ايضا المصادر «مقطع الاوصال»، ولا «يملك الذخيرة» الكافية العسكرية والبشرية للاستمرار في الحرب.
ولكن الملفت فيما كشفته المصادر قولها بصريح العبارة ان الادارة الاميركية سألت جهات لبنانية رسمية مع اي حزب لله يتفاوضون وادعائها بانه لم يعد هناك قرار موحد للحزب، وثمة «انقسام في القيادة» وان الامر متروك فقط لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوض، حسب زعمهم، نيابة عن لبنان وعن الحزب دون الرجوع اليه بعد استشهاد السيد نصرلله.
وتعتبر هذه المصادر ان الحزب يكاد يكون قد خسر دوره السياسي الذي كان يتمتع به قبل استشهاد نصرلله، وانه لا يوجد تنسيق بين بري وحزب لله، بل هناك تباين واضح بين الطرفين حول التسوية. وهذا الكلام، وبحسب مصادر رفيعة المستوى في الثنائي، مجرد معلومات مشبوهة تهدف الى زرع الشقاق في الجسد الشيعي مؤكدة على ان الرئيس بري هو احرص الناس، باعتراف كل قيادات الحزب، على الحزب، وعلى دور الشيعة في لبنان.