خطاب رئيس الجمهورية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هل يكون نهاية للحوار القديم، وبداية لحوار جديد، على عالم جديد!
لا أحد يعرف.
لكن الرئيس العماد عون يعرف السرّ.
ويعرفه أيضا رئيس البرلمان.
ويدركه رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة المقبلة.
أي سرّ هذا؟
هل هو تمهيد لحوار على جمهورية جديدة، على أنقاض حوار الجمهورية الحاضرة؟
وهل تغيب معه الوصاية، على أمل بروز وصاية جديدة، على أنقاض وصاية غامضة.
بين الأفرقاء رجال لا يفقهون سرّ الوصاية الجديدة.
ذلك ان العالم بات يضيق بالوصايات، ويحب الانفتاح لا الانغلاق.
والسؤال: هل لبنان ذاهب الى المجهول؟
أم انه هو المجهول.
وان الجواب صعب، لكن الاهتداء اليه مجهول أيضا.
***
لا أحد يعرف سرّ المرحلة.
ولا أحد يدرك سرّ الوصاية.
لا أحد في لبنان، يدري ماذا ينتظره.
ولا أحد يدري من هو الباقي، ومن هو الذاهب الى المجهول.
والمجهول لغز أمام الجميع.
والمعلوم هو المجهول.
وفي النتيجة فإن الناس، لا تدرك الى أين هو المصير.
كان الأستاذ الكبير طه حسين يحار في أمره. هل هو وزير المعارف في مصر، أم عميد الأدب العربي.
لكنه عرف في النهاية ان عمادة الأدب، أهمّ من موقع الوزارة ولو كانت للمعارف.
الآن، وقف العماد عون، في رحاب الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هو يفتش عن مصير لبنان.
هل اهتدى اليه، في الجمعية العامة. في الصالة التي اختارت شارل مالك، باسم لبنان، رئيسا للجمعية العامة، وفي القاعة التي عقدت فيها دورة فلسطين في بداية الثمانينات.
ودعا العالم من خلالها الى الاختيار بين البندقية وغصن الزيتون؟
***
طبعا، السؤال الآن مختلف.
والعماد عون يبحث عن لبنان، الضائع بين النزوح السوري اليه، وبين التوطين الفلسطيني على أرضه.
كلهم أضاعوا الطريق.
هل يهتدي اليه العماد عون، ويعيد تنظيم الطائف، أم يبقى الضياع هو سرّ الوصاية الى زمان آخر؟
البرلمان عقد جلستين للحوار، حيث لا حوار بين المتحاورين حتى الآن.
والتشريع في البرلمان، كان بحاجة الى تشريع جديد للحوار وللمتحاورين.
هل يتوقع اللبنانيون جلسات أخرى في البرلمان، قبل ان يغصّ النواب الجدد والقدامى، بعقدة التفاهم.
معظم النواب، كانوا نوائب تبحث عن وصاية لبنانية، لا سورية ولا غير سورية.
والمشكلة ان الوصاية هي المشكلة.
والوصاية اللبنانية هي المفقودة حتى الآن.