«القيصر» فلاديمير بوتين، استدعى «الأسير» الرئيس بشار الأسد منذ آذار 2011 الى موسكو، و»الأسير» سارع الى تلبية طلب «القيصر» الذي ضمن سلامته. الرئيس «الخبيث» باراك أوباما عَلِمَ مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بالزيارة ولاذ بالصمت بانتظار النتائج. من المستحيل أن لا يعلم الرئيس الأميركي حمولة الطائرة الروسية الثمينة، سواء انطلقت من مطار دمشق أو من مطار «الباسل» في طرطوس. هذا الصمت «الأوبامي» قد يكون من صلب التفاهمات الأميركية – الروسية الغامضة جداً.
حقيقة ما طلب «القيصر» من «الأسير» الأسد لن تُعرف تفاصيلها علانية حالياً. من الطبيعي أن يمرر الوزير الروسي سيرغي لافروف بعض النتائج أو كلها الى زملائه في الاجتماع الرباعي للتشاور في فيينا والذي يضم الى جانبه وزراء خارجية واشنطن والرياض وأنقرة. من المرجح حسب كل التصريحات أنه جرى في لقاء موسكو وضع خريطة عمل لمستقبل سوريا. مستقبل الأسد ما زال العقدة. من المؤكد أن الطريق الى موسكو لن تتفرع منها طرقات جديدة الآن، ربما يكون حاضراً في جنيف ـ ليبصم على الحل ومستقبله.
لا شك أن «القيصر» لا تعنيه إلا المصالح الوطنية الروسية وطموحه الشخصي في:
[ تموضع روسيا كقوة عظمى عالمية في نظام دولي جديد خارج أحادية القوة العظمى الأميركية.
[ أن تكون روسيا لاعباً أساسياً في صياغة مستقبل سوريا، حتى يكون الطرف الأقوى في اقتطاع الحصة الكبرى من سوريا الخارجة من الجحيم. جنيف أو سيكون ميدان الحل ولكن بعد أن تأكل النار المزيد من الأطراف الداخلية وتستنزف القوى الخارجية.
[ أن تنجح موسكو في ضرب المجموعات الشيشانية في سوريا الذين يقدّر عددهم بحوالى 4000 عنصر ومن أشرس المقاتلين المؤدلجين إسلامياً والمعبئين بالأحقاد.
من طبيعة علاقات المصالح بين الدول أنها قائمة على مبدأ «خُذ وأعطِ«، فماذا أعطى بوتين لأوباما حتى ترك له حرية التحرك في الملف السوري الى درجة تثبيت وجوده العسكري في سوريا مهما كانت صيغة الحل، علماً أن الأخير قبل تزويد المعارضة المسلحة السورية بأسلحة برية متطورة تحدث تغييراً نوعياً، من دون السماح بإسقاط الأسد وتعريض الطيران الروسي للخطر عبر الحصول عَلى أسلحة مضادة للطائرات تنتج «أفغنة» ثانية لموسكو؟.
سؤال كبير يدور في الأروقة الدولية، هل تعهد «القيصر« المشاركة في الحرب في أفغانستان ضد «الدولة الإسلامية» مما يخفف حكماً الضغط على أولويات المتحدة الأميركية في مواجهة الطالبان؟
شهدت موسكو مؤخراً مؤتمراً دولياً نظمته وزارة الدفاع الروسية مهماً حول أفغانستان وكان الحضور العسكري الروسي الرفيع لافتاً. تمحور المؤتمر حول أفغانستان والإرهاب. في ذلك المؤتمر قال الجنرال الروسي كما نقل عنه: «يوجد في أفغانستان حالياً 3000 عنصر من «داعش» وهم مصدر خطر على الدول المجاورة الإسلامية وتوجد إمكانية اختراقهم للحدود الروسية. بذلك تكون «الهدية القيصرية» الثمينة جداً جزءاً من الدفاع الروسي عن موسكو وهذا يشرع شعبياً الانخراط عسكرياً الى جانب الأميركيين في الحرب في هذه الجبهة الثانية المكملة لسوريا والعراق!!. ما يؤشر الى أن البحث جدي وليس مجرد احتمال، أن النائب الأول للرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم قد جاء الى موسكو (بطبيعة الحال بعلم الأميركيين) وطلب مساعدة موسكو في الحرب ضد الاٍرهاب. كل هذا ليس إلا مقدمات للتحولات الضخمة نتيجة للحرب الدولية ضدّ الإرهاب والتي من أبرز مظاهرها التعاون العسكري سواء كان منظماً بين الجنرالات أو منسقاً على الصعيد السياسي. لروسيا في سوريا ثلاثة آلاف جندي روسي وعشرات الطائرات، ولإيران العدد نفسه الى جانب أكثر منهم من المقاتلين من «حزب الله«، في وقت تتشارك الطائرات الأميركية الطائرات الروسية السماء وبالتنسيق مع إسرائيل والقادم أعظم!.
من بين التحولات العميقة أن وكالة «ايرنا« الإيرانية قدمت تعليقاً جمع تعليقات القنوات الإسرائيلية وَمِمَّا جاء في التقرير الغريب والعجيب «إن زيارة الأسد لموسكو حيث استقبل استقبال الملوك (جاء وحده حيث التقى بوتين بدون أي مراسم استقبال) تؤكد التوجهات الروسية بأن هناك «رب بيت» جديداً في سوريا يسمونه بوتين وهو لا ينوي الرحيل الى مكان آخر».
السؤال: هل قبل المرشد أن يضحي ويقبل بأنه الثاني في سوريا وليس الأول حتى يبقى الأسد ولا يسقط مشروعه الشرق الأوسطي الجديد؟ وماذا سيأخذ من القيصر مقابل هذا كله؟