Site icon IMLebanon

«لقاء الثلاثاء» خطوة بالغة الأهمية على خط إنقاذ لبنان؟  

 

سجل الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، ومن يقف الى جانبهم من دون إنحياز لأي من الثلاثة بالمطلق، بالإتصالات المباشرة بين بعضهم البعض، مباشرة أو عبر الهاتف، أول من أمس الخميس، والإتفاق على «لقاء ثلاثي» في القصر الجمهوري في بعبدا، الثلاثاء المقبل، خطوة بالغة الأهمية على خط الخروج من الأزمة التي تجاوزت الخلاف على توقيع مرسوم دورة ضباط 1994، وتمديد مهلة تسجيل المغتربين، الى خلافات ميثاقية – سياسية ووضعت لبنان أمام سيناريوات بالغة الدقة والخطورة بعد تسريب «فيديو البلطجة» لوزير الخارجية جبران باسيل وما إستتبع من ردات فعل شارعية إنتصارا للرئيس بري بقيت مضبوطة في معظمها…

 

قد يكون من باب  الموضوعية، القول إن الإتصالات التي جرت وما رافقها من دعوات لوقف الحراكات الشارعية، خطوة مهمة للغاية على خط التهدئة والإنفراج، ولو بحذر معقول، بانتظار ما سيؤول اليه اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي تم الإتفاق على إنعقاده… خصوصاً وإن التطورات الميدانية كادت تصل الى نقطة تهدد السلم الأهلي وتدخل البلاد في المحظور، لولا مسارعة القيادات المعنية الى ضبطها في لحظة مفصلية…

وبصرف النظر عمن بادر الى الإتصال وكان وراءه فقد كانت مبادرة الرئيس العماد عون الإتصال بالرئيس بري مفتاح الخروج من البلبلة والفوضى والغموض الذي ساد العلاقات بين الرجلين، تعزز ذلك بموقف إثنين: الرئيس سعد الحريري و «حزب اللّه» كل من موقعه… وكانت «خريطة الطريق» فيها تدئهة الأوضاع وسحب فتيل التوترات من الشارع بعدما لامست حدود الفتنة مصحوبة بمواقف إعلامية من «التيار الحر» ومن «أمل» خرقت كل ما كان متوقعاً ووضعت مصير مؤسسات الدولة، وتحديداً الحكومة أمام سيناريوات تتوزع بين «الإستقالات» و «تصريف الأعمال» تضع لبنان أمام واقع جديد قد يؤدي الى تعطيل أجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، بالتقاطع مع التهديدات الإسرائيلية، حيث إحتلت مواقف وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان من البلوك النفطي رقم 9 مركز الصدارة في المتابعات، واحدثت ردات فعل في الداخل اللبناني أجمعت على رفض هذه التهديدات وتبيان مخاطرها ووجوب التنبه لما يحيكه العدو الإسرائيلي ضد لبنان، وقد أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية  « أن الحرب واقعة لا محالة… بين لبنان واسرائيل»، لافتة الى أن «الهدوء على الحدود الجنوبية للبنان كان بمثابة .. «وهم»…

وإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نبه أمام زواره، «إن ثمة من يعمل في الداخل والخارج على توفير مناخات تتناغم مع التهديدات الإسرائيلية بالإعتداء على لبنان وحقه في استثمار ثروته النفطية والغازية، وذلك بذرائع مختلفة… مشيراً الى «أن لبنان تحرك لمواجهة هذه الإدعاءات الإسرائيلية بالطرق الديبلوماسية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه بكل السبل المتاحة…».

في قراءة عديدين، أن ليبرمان، وبتعزيز من الدعم الأميركي المطلق، استفاد من ملامح الشروخات الداخلية اللبنانية، والتي تعززت بمواقف وزير الخارجية جبران باسيل عبر «الميادين» وحديثه عن حل الدولتين وعاصمتهما القدس، ما أثار غضب «حزب اللّه» الذي اعتبر كلام باسيل اعترافا بإسرائيل…

لا تخفي مراجع أمنية بارزة، عملت على خط الوساطة بين الرئاستين الأولى والثانية، قلقها وتحذيراتها من مخاطر ترك الساحة للغوغاء، وما يمكن أن تصل إليه أي مواجهة… وقد لقيت هذه المراجع تجاوباً من بعبدا، كما ومن عين التينة وسنداً قويا من الرئيس الحريري و «حزب اللّه»… فكان أن اتصل الرئيس عون، قبيل وصول الحريري الى قصر بعبدا، بدقائق، بالرئيس بري، وعرض معه التهديدات الإسرائيلية الجديدة في المجال النفطي، وتم التشديد على التنبه  منها، كما وعرض معه الأحداث   الأخيرة التي حصلت وقال له: «لا أنا أريدها ولا أنت، ويجب أن تعود الأجواء الى طبيعتها… فكان إتفاق على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وعلى لقاء يعقد بينهما، بحضور الرئيس الحريري، الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري… مع الأمل بأن «تكون الأجواء إيجابية بين الرئيسين» على ما قال الحريري الذي اعتبر «أن كرامة الرئيس بري من كرامتي وكرامة الشعب اللبناني وفخامة الرئيس، وهو كلام نابع مني ومن فخامة الرئيس…».

يحاذر عديدون المبالغة في التفاؤل قبل الثلاثاء المقبل، وذلك على الرغم مما ظهر على أرض الواقع من تطورات إيجابية، من أبرزها دعوة الرئيس بري وفق التحركات في الشارع وطلب تدخل الجيش فورا لمواجهة اي شيء من ذلك… كما وعلى الرغم من قناعة الجميع بأن لبنان تجاوز قطوع الفتنة بنسبة كبيرة جداً، وإن كان البعض لايزال يقف خلف متاريس الإحتقانات التي سادت واخذ اشكالا وهويات، لم يكن من الممكن العبور فوقها، وكأنها لم تكن…