Site icon IMLebanon

“وحدةُ الأَنفاق” بين “حماس” و”حزب الله”

 

صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، في عددها الإثنين الفائت، وعلى مساحة صفحتين كاملتين، نشرت تحقيقاً معززاً بعدة صور، تحت عنوان: «حزب الله… في جنوب لبنان، الحرب تُنظَّم تحت الأرض».

يسترجع التحقيق مرحلة ثمانينات القرن الماضي فيقول إن «حزب الله» يقوم منذ الثمانينات، وبمساعدة كوريا الشمالية، ببناء نظام دفاعي تحت الأرض، تحسباً لغزو إسرائيلي. ويلفت إلى أنّ «شبكة الحزب تحت الأرض، أكثر تطوّراً من تلك الموجودة في غزة، يبلغ طولها عدّة مئات من الكيلومترات، ولها تشعّبات تصل إلى إسرائيل، وربّما إلى سوريا».

التحقيق الذي كتبته الصحافية الإستقصائية، والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط والنزاع العربي الإسرائيلي، Laurence Defranoux والتي نشرت هذا الشهر تحقيقاً عن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وكيف أنهم عالقون بين نارين، قالت في تحقيقها عن الأنفاق: «في جنوب لبنان، يجب حفر الصخور يدويّاً بآلات ثقب الصّخور أو بآلات هيدروليكيّة، وتشير التّقديرات إلى أنّ كلّ عامل يستطيع حفر نحو خمسة عشر متراً شهريّاً».

الجدير ذكره أنه في كانون الأوّل 2018، أعلنت إسرائيل اكتشاف ستّة أنفاق بعمق نحو أربعين متراً تحت الخط الأزرق، وفي الأسابيع الّتي تلت 7 تشرين الأوّل الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان بقنابل الفوسفور الأبيض، كان أحد الأهداف هو إشعال النار في غابات الصّنوبر للكشف عن مخارج الأَنفاق، وقد تمّ تصوير عشرة منها على الأقل وقصفها، ما أدّى إلى انهيار أرضي قرب تلك المخارج. ويقول التحقيق: «حتّى لو نفت السلطات اللبنانية وجود الأَنفاق، فإنّ مداخلها الأكثر أهميّة ستكون مخفيّة داخل الممتلكات الخاصّة، مثل المزارع الكبيرة أو المصانع، ما يسمح بإحضار الآلات وإخلاء الأرض دون لفت الانتباه». ويرِد في التحقيق إسمَي «مؤسسة جهاد البناء» و»جمعية أخضر بلا حدود»، الأولى مسؤولة عن حفر الأَنفاق، والثانية تُعنى عملياً ببناء المستودعات السريَّة وأَنفاق تخزين الذخائر».

النفي اللبناني، سواء لوجود أَنفاق، أو لمخازن صواريخ تحت الأرض، ليس جديداً، في تشرين الأول من العام 2018، استدعى وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل السفراء المعتمدين في لبنان إلى وزارة الخارجية لتفنيد مزاعم تل أبيب، ثم رافقهم في جولة ميدانية لتفقد المواقع التي تحدثت عنها إسرائيل، وقال: «سنذهب إلى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو قرب مطار بيروت، وستكونون شهوداً على كذبه».

عام 2018، تعاطى لبنان الرسمي بجدية واهتمام مع الاتهامات الاسرائيلية. اليوم، لماذا لم يتولَّ «حزب الله» نفيَ ما أوردته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية؟ ماذا يعني عدم النفي؟ مَن يُقدِّم الأجوبة للبنانيين ويخفف من قلقهم؟ هل يعيشون فوق أرضٍ آمنة؟ أو فوق شبكة من الأَنفاق يمكن أن تُشكِّل براميل بارود في أي لحظة.

بين أنفاق «حماس» وأنفاق «حزب الله»، هناك «وحدة الأَنفاق»، وإن لم يستحدَم منها الآن سوى الجانب الغزَّاوي. وفي لبنان، حتى إثبات النفي من جانب «حزب الله»، فهناك أكثر من منطقة فيها أنفاق: ماذا عن أنفاق قوسايا للجبهة الشعبية – القيادة العامة، والتي يُقال إنها تصل إلى سوريا؟ وماذا عن أنفاق تلال الناعمة للتنظيم الفلسطيني نفسه؟

الأسئلة مشروعة، والأجوبة ممنوعة.