IMLebanon

حبشة العيد في البال

 

في مثل هذه الأيام، من الأعوام الخوالي، كنت أتلقى العديد من الإستشارات وفحواها: “شيف عماد كيف بتحضّر الحبشة ؟”، و”كم يحتاج الديك الرومي من الوقت في الفرن إذا كان وزنه 7 كيلوغرامات؟ وبأي من الفواكه المجففة تنصح؟ وماذا عن طريقة إعداد الصلصة؟”، وأي نوع نبيذ بيروح مع الحبشة وأي كونياك منيح قبل الحبشة وأي ليكور بيهضّم الحبشة ولماذا يُطلق على لاعب البوكر الغبي لقب حبشة؟ وكان على قلبي أطيب من العسل أن أسدي النصح لطالبات المشورة.

 

قبل عامين دارت الأسئلة التي تلقيتها حول طرائق تحضير دجاجة العيد المحشوة بالأرز وأكواز البصل إلى أسئلة حول سعر الفريك في السوق، وما هي كمية الرز التي يستهلكها الفرد ليشبع كثيراً وينسى أمر الـ Bûche de Noël.

 

العام الماضي، سُئلت من قِبَل من اعتدن على استشاراتي غير الملزمة: “شيف عماد كيف فينا نحضر راس جلنط للعيد (الجلنط من أسماء اللقطين المتداولة) وبمَ نحشوه؟ بأي نوع من الخُضار وكيف نزيّنه كي يبدو على إنستغرام أقرب ما يكون للديك الرومي؟ كذلك تلقيت أسئلة حول تحضير الـ”بريوش” كبديل عن حلويات العيد.

 

أمس تصفحت بعض المواقع لأخذ فكرة عن “الحبشات” وأسعارها، وهي تتراوح ما بين مليونين و900 ألف ليرة (خمسة كيلوغرامات)، وأربعة ملايين وثلاثمائة وخمسة وخمسين ليرة لبنانية على سعر صرف دولار السوق السوداء ليوم أمس، ويُضاف إلى السعر 600 ألف ليرة تأميناً على “الجاط” الستانلس. وكانت فرصة لي كي أتعمّق في دراسة القيمة الغذائية لصلصة الـ canneberge أي التوت البري، وإدخال تعديل عليها من عندياتي ومن فائض خبرتي.

 

وقبل إسداء النصح حول طرق إعداد حبشة هذا العام، ذهب تفكيري إلى القن الذي بنيته قبل عامين كمجاهد زراعي، والذي يمر بمرحلة اضطراب نتيجة محاولة الديك مرصبان، المتبختر بريشه الملوّن وعرفه الأسطوري كديكتاتور، فرض سيطرته المطلقة على “أبي الليل” وهو ديك أسود في مقتبل عمره ويبشر بمستقبل واعد إن اشتغل على تطوير مهاراته. فكرت باغتيال “مرصبان” وحشوه بما تيسر من فواكه جففتها على السطح في الصيف الذي عبر.

 

أما من يعتبرنَني مرجعاً في سفرة العيد فأنصحهن هذه السنة بإشباع عيونهن من مرأى الحبش الشهي على “إنستغرام”، كما يمكنهن التمتع بصور كاسات الشمبانيا وأجمل قناني النبيذ الإيطالية، والـ fontaine à chocolat ومشاركة الأولاد هذه المتعة البصرية في ليلة العيد.