علّق “أتراك” نيويورك على إشارتي إلى دعم تركيا والسعودية وقطر بالمال والسلاح والتدريب المنظمات “الارهابية” المتطرّفة في سوريا، قالوا: “الطريقة الوحيدة لمعالجة الإسلام المتطرّف والجهادي والراديكالي هي في رأينا مراجعة كتُب “الحديث”. نحن لا نقبل أن يُمسّ القرآن لأنه كلام الله. لكن “الحديث” المنشور في كُتب قديمة منذ قرون فيه الكثير من الأمور التي تبرّر ما يفعله “الدواعش” وكل المتشدّدين الجهاديين. تذكَّر المسيحيين. متى ساروا نحو النهضة؟ عندما نشأت عندهم حركات إصلاحية. وقد تسبّب ذلك بحروب في ما بينهم دامت عشرات السنين وصلوا في نهايتها إلى حالهم النهضوية المستمرة حتى اليوم. الوهّابية كان لها دور في خلق المنظّمات المتشدّدة سابقاً وربما الآن”. علّقت: أرى أن هذا الكلام محق. الإسلام في حاجة إلى ثورة ثقافية يقوم بها السنّة وليس الشيعة. عندما نقرأ موقف مرجعية سنّية عالمية تدعو إلى مواجهة إرهابيي “داعش” بالحرق وقطع الأيدي والأرجل وبالصلب نعتقد ان “العقوبات” التي يفرضها هؤلاء مبرّرة شرعاً. علّقوا: “على كل حال، ومع الأسف، لا يزال العالم الإسلامي في حاجة إلى المزيد من الدماء لكي يصل إلى حال إصلاحية”. علّقت: في المنطقة مشروع إيراني شيعي وصل إلى القمة وقد يكون بدأ النزول عنها، وخصوصاً بعدما صارت إيران حالياً في موقع دفاعي للمرة الأولى ربما منذ تأسيس النظام الإسلامي فيها. وفيها أيضاً مشروع تركي إسلامي سنّي “معتدل”. وإلى جانبهما نشأ منذ سنوات قليلة مشروع إسلامي جهادي متطرّف تكفيري سنّي على أيدي التنظيمات المتشدّدة. لا بد من معالجة هذا الأمر. دائماً نصبُّ كلنا اللوم على أميركا ونحملها مسؤولية بقاء الأسد ونظامه والوضع في العراق ونشوء “داعش” واخواته. لكن هل قمنا كعرب ومسلمين بدورنا وتحمّلنا مسؤولياتنا تجاه هذه الأزمات وغيرها؟ طبعاً لا، اكتفينا بالاعتماد على أميركا لحمايتنا، ولكن أين دورنا في حماية دولنا ومجتمعاتنا؟ علّقوا: “ما تقوله صحيح. لكن دعنا نلفت نظرك إلى أن مشروع المتشدّدين هو الخلافة. ومشروع إيران معروف وهو تصدير الثورة الإسلامية إلى المنطقة منذ انطلاقها عام 1979. لكنها لم تغير شيئاً رغم كلامها المعسول والنفوذ الذي حققته في عدد من دول المنطقة (دول الهلال الشيعي وأخرى غيرها). أما تركيا فليس لها مشروع خلافة أو مشروع استعادة السلطنة العثمانية. في دستور تركيا هناك تحديد واضح لحدودها. وهي ألغت الخلافة ولن تعيدها”. رددت: انا لا أقول إن تركيا أردوغان تريد إعادة السلطنة العثمانية. لكن يبدو أنها تريد استعادة النفوذ في معظم الدول التي كانت جزءاً منها قبل انهيارها بعد الحرب العالمية الأولى. ردّوا: “نفوذ قليل، ممكن، ولكن لا هيمنة ولا طبعاً دولة كبرى. نحن لا نطمح إلى قيادة العالم العربي. في رأينا كانت مصر دائماً قائدة العالم العربي. وهي ستبقى كذلك. وإذا كانت لا تستطيع أن تمارس دورها اليوم لأسباب عدّة اقتصادية وإرهابية ولسبب مهم هو النظام الجديد فيها الذي وصل إلى السلطة بانقلاب فإنها لا بد أن تستعيده مع الوقت. ونحن قلنا للسعودية مرات عدة إن مصر هي زعيمة العالم العربي لا هي”.
سألت: ما رأيكم في ممارسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؟ هل تعتبرونها عسكرية؟ وهل تعتبرون أن سياسته حيال “الإخوان المسلمين” تبعد شبح الإرهاب عن مصر أو تقضي على الديموقراطية وتحوِّل “الإخوان” إرهابيين؟ أجابوا: “لا شك في أنها تحوِّل “الإخوان” إرهابيين. فهم متجذّرون في الشعب المصري”. علّقت: يقال إن عددهم في مصر يراوح بين سبعمائة الف ومليون عضو. طبعاً، هناك متعاطفون كثيرون معهم. هل عندك فكرة عن عددهم الفعلي؟ أجابوا: “كنا نعتقد أن عددهم أكبر من الرقم الذي ذكرته الآن”. علّقت: ليس المهم إعادة “الإخوان” إلى السلطة بل إلى الحياة السياسية ولو من باب خلفي، إذا جاز التعبير على هذا النحو، وذلك من أجل حماية أمن مصر وتحويلها تدريجاً إلى الديموقراطية.
فهي الآن ليست ديموقراطية. ثم سألت: ماذا عن إيران والمفاوضات النووية الدائرة بينها وبين المجموعة الدولية 5 + 1 وتحديداً أميركا؟ أجاب: “نحن مع المفاوضات. وقلنا دائماً أن لايران الحق في انتاج طاقة نووية. لكن لسنا مع إيران نووية عسكرية. وعملياً هناك مخاوف من طموحاتها ومشروعاتها الكبيرة ومن اعتمادها على “النووي” لتحقيقها”.
سألتُ: “لماذا الخوف من نووية إيران في حين أن إلى جانبها هناك باكستان النووية والهند النووية؟
بماذا أجابوا؟